صيغة الشمري
لا يمكن الحديث عن جامعة الإمام دون ذكر دور الدكتور سليمان أبا الخيل في إعادة هذه الجامعة العريقة إلى مسارها التعليمي الحقيقي، وحمايتها من اختراقات بعض الأفكار الحزبية التي تعمل بشكل خفي تجاه مصالح الوطن. الدكتور سليمان أبا الخيل هو باختصار عراب وطني مهم في مكافحة الفكر الحزبي المتطرف، وله أدوار وطنية كبرى وإنجازات كثيرة في المساهمة بحماية المجتمع من سيطرة الأفكار الحزبية ذات العداء الخفي والمعلن تجاه بلادنا -حفظها الله-، وهو عالم الدين والمفكر الإسلامي الكبير الذي وقف في وجه الأحزاب المتطرفة منذ سنوات طويلة وكشف ألاعيبهم وخططهم بالحجج والأدلة الدامغة، وقد صبر في سبيل ذلك وبذل الغالي والنفيس حتى استطاع بهمة رجل أمة ووطن أن ينتصر في معاركه الشرسة مع هذه الأحزاب المدربة على المراوغة وشدة الأذى، وتوقعنا،
بل جزمنا، بأن جامعة الإمام في عهده ستتفرغ لدورها التعليمي وسيكون أساتذتها حراس بوابة أمناء على أداء مهامهم بحس إنساني ووطني عالٍ، عبر أنظمة دقيقة وواضحة، يشرف عليها هو بنفسه وهو الخبير في اكتشاف وتعديل كل نظام يمكن استغلاله لتمرير أجندات حزبية متطرفة، ولكن مشكلات جامعة الإمام بدأت تظهر وكأن هناك من يحاول بخفاء هدم مشروع الدكتور أبا الخيل في وضع جامعة الإمام على الطريق التعليمي الصحيح.
إن التضييق على طالبات الجامعة بهذا الشكل غير المقبول ومحاصرتهن وانتهاك خصوصيتهن دون وجه حق يجعلنا نشعر بنوع من الإحباط والمخاوف.
مواكبة التطور وتغير المكان والزمان يحتم على لجنة التوعية في جامعة الإمام وغيرها تغيير تلك الأساليب البالية التي تعتمد على العلاقة البوليسية المنفرة بين أي اثنين، سواء بين جامعة وطالباتها، أو بين أب وابنته، أو بين زوج وزوجته، مجرد تفتيش الجوال هو ضرب للعلاقة يخص الكرامة بين اثنين، وهو إجراء أمني لا يتم حتى في الجهات الأمنية إلا من قبل رجال أمن يملكون تلك الصلاحيات وفي جرائم محددة بعينها، الطالبة التي ترفض إعطاء الرقم السري لموظفة التوعية في الجامعة لا يمكن أن تملك ما يدينها أو يمس أخلاقها بل هي تدافع عن إنسانيتها وتملك مبادئ وأخلاقيات لا تسمح لأحد بأن ينتهكها.
لو كانت هذه الطالبة لديها ما تخاف منه لمسحت كل ما يدينها قبل أن تأتي للجامعة في منتصف النهار، لأن جميع الطالبات يعلمن أن أول إجراء لموظفات التوعية هو تفتيش جوال الطالبة، تفتيش جوال الطالبات أو البشر عموماً في أي مكان هو تصرف ينسف الكرامة ويهدم العلاقة الإنسانية المبنية على الثقة وتقديم حسن الظن والستر.