م. خالد إبراهيم الحجي
إن إنتاج الكهرباء بواسطة الخلايا الشمسية تطور وتقدم لا مفر منه في الوقت الحاضر؛ لأن السعودية سماؤها صافية وأرضها مشمسة على مدار العام، وهذه المميزات تجعلها أرضاً مثاليةً ومناسبةً لإقامة الخلايا الشمسية فوق أسطح المنازل. وتعتبر المنافسة قوية بين إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وبين إنتاج الكهرباء بالطرق العادية (المولدات التي تعمل بالنفط والغاز)؛ لأن مميزات الكهرباء المُنْتَجة من الطاقة الشمسية عديدة، فهيَّ (أ): متجددةٌ لا تنضب. (ب): نظيفة وخالية من الانبعاثات الكربونية التي تلوث البيئة. (ج): أقل تكلفة من إنتاج الكهرباء بالطرق العادية؛ فتصبح بأسعار معقولة وميسورة في متناول اليد لطبقات الدخل المحدود. (د): ستخلق وظائف جديدة.. لذلك أعلنت الشركة السعودية للكهرباء العامة أنها ستبدأ تنفيذ مشروع إقامة الخلايا الشمسية على أسطح المنازل للمشتركين منتصف العام القادم (2018م) لإنتاج الكهرباء من ضوء الشمس لتزويد المنازل بحاجتها من الطاقة الكهربائية وتقليل اعتمادها على الكهرباء الواردة من الشبكات العامة. وعند عدم كفاية الخلايا الشمسية لسد حاجة المنزل من الكهرباء يتم تعويض النقص دون حدوث أي انقطاع في التيار الكهربائي. والعكس بالعكس صحيح أي عند وجود فائض من كهرباء الخلايا الشمسية عن حاجة المنزل يعود التيار الكهربائي الفائض إلى الشبكات العامة مع حسم قيمة الفائض من فواتير كهرباء كل منزل. وقد أفادت الشركة أنه يجري الآن إعداد التصميمات التقنية والأنظمة الفنية اللازمة لإطلاق المشروع تماشياً مع «الرؤية 2030» التي تهدف إلى تفعيل استخدام الطاقة الشمسية جنباً إلى جنب مع النفط والغاز في توليد الطاقة الكهربائية. وسيشمل المشروع تركيب عدادات رقمية مناسبة وملائمة للوضع الجديد ذات اتجاهين، الأول: يوضح الطاقة الكهربائية الداخلة إلى المنزل من شبكة الكهرباء العامة. والثاني: يوضح الطاقة الكهربائية الفائضة من المنزل والخارجة من العدادات إلى شبكات الكهرباء العامة، وبناء على ذلك يتم احتساب فاتورة استهلاك المنزل الإجمالية بعد حساب صافي الاستهلاك بين مقدار الكهرباء الداخلة للمنزل مطروحاً منه مقدار الفائض من كهرباء المنزل - إن وجد - العائد إلى الشبكة العامة. ومن الطبيعي فإن تفعيل استخدام الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة سيكون منافساً قويًّا لمصادر الطاقة التقليدية لذلك سينتج عن استخدام الطاقة المسية انخفاض كبير في مبيعات شركات الكهرباء، وبالتالي تنخفض أرباحها.. ونظراً لأن توليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية فوق أسطح المنازل مجال جديد في المملكة؛ لذلك يجب على الشركة السعودية للكهرباء اتخاذ الإجراءات التالية:
(1): سرعة تنفيذ المشروع على أرض الواقع نظراً للمميزات السابقة وتمشياً مع التقدم والتطور وتحقيقاً لأهداف «الرؤية «2030»، ومراعاة للمصلحة العامة حتى وإن تسبب في تقليص مبيعاتها أو خفض أرباحها.
(2): وضع إحصائيات على بوابتها الإلكترونية تفيد الدارسين والباحثين عن عدد المنازل المتوقع أن تستخدم الخلايا الشمسية بحلول عام (2020م) ونسبة النمو المتوقعة في استخدام المنازل للخلايا الشمسية خلال العشر سنوات القادمة.
(3): عمل نموذج للمنزل المُجهَّز «موك أب» بالخلايا الشمسية فوق سطحه مع البطاريات المنزلية اللازمة لتخزين الطاقة، وباقي التجهيزات اللازمة لإنتاج الكهرباء من الخلايا الشمسية فوق أسطح المنازل، مع احتياطات السلامة الواجب توافرها في النظام والمنزل على حد سواء. والسماح للمقاولين والمواطنين بزيارة المنزل النموذج لمشاهدته في شكله النهائي. والاسترشاد به ليحد من تحول منازل المواطنين إلى حقل تجارب للمقاولين، وذلك لضمان الجودة النوعية وحماية المستهلك قبل وضع المشروع قيد التنفيذ منتصف عام (2018م)؛ لأن فكرة المنزل النموذج هو ما تنص عليه الأصول الهندسية والمعايير الفنية في دول العالم المتقدم.
الخلاصة:
إن الطلب العالمي اليوم يتجه بقوة إلى مصادر الطاقة المتجددة. والشمس الوافرة في المملكة يجب أن تجعلها الدولة الرائدة في مجال الطاقة الشمسية.