عبده الأسمري
يتكئ على رصيد مديد من العلم والمعرفة.. مهندس برتبة استشاري.. ودكتور بمرتبة إنسان.. إنه رجل الأعمال المهندس والأستاذ الجامعي وفاعل الخير وربّان التبرعات الخيرية الدكتور ناصر الرشيد، مهندس القصور والدواوين الملكية وواجهات الدولة ، وأحد أميز التجار على خارطة الاقتصاد العالمي والمؤثرين في مساحات العمل الخيري.
بوجه حائلي مسجوع بالطيبة وملامح شمالية يعلوها الكرم ويسكنها الجود، تفيض منها ومضات هدوء وإمضاءات رقي وعينان واسعتان تمتزج فيها اعتبارات المسؤولية وعبرات العطف، وصوت مزيج من لغة حائلية تمتلئ ترحيباً، ولهجة مؤسساتية تشع معرفة وعبارات تنطق بالهندسة وتنطلق بالاستشارات، يطل الرشيد في ردهات المناسبات وأمام مخططات التصاميم، ووسط قاعات الجامعات وخلف سرية التبرعات، رجل دولة واقتصادي واستشاري ومهندس من طراز نادر، صنع اسمه في ذاكرة الخيرات بحسنات يد بيضاء، وحفر ذكره في سجل الإنجازات بعطاءات اعتمدت على العلم كوسيلة نجاح والتميز كغاية كفاح.
في بوصلة تتجه للشام سارت حياة الرشيد العلمية والعملية، حيث وُلد في دمشق أبان إقامة أسرته، عندما كان جده مفوضاً للملك عبد العزيز في سوريا ولبنان، ومضى طفلاً يراقب اتجاهات الدبلوماسية ومسارات القيادة في أركان أسرته التي رعته وبثت فيه روح السخاء وتكامل العطاء، فنشأ محباً للآخرين عاشقاً لإسعاد الغير، وعاد إلى حائل حيث كان يستمع ليلاً إلى قصص الكرم ونماذج الجود في قريته، فدرس الابتدائية واكتملت بذرة الخير في نفسه، عندما انتقل للمدينة المنورة متسلحاً بالتفوق ثم عاد لدمشق ثم إلى لبنان ليكمل دراسته الثانوية هنالك، حاصداً التفوق من بين أقرانه، راسماً في ذهنه مساراً جديداً يتواءم مع نتاج الغربة وحنين الوطن وكفاءة العائلة. ثم التحق بجامعة تكساس عام 1961م وحصل على البكالوريوس عام 1965 في الهندسة وعمل في كلية البترول والمعادن معيداً، ثم أكمل دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في أوائل عام 1970م من جامعة تكساس ثم عمل أستاذاً مساعد للهندسة المدنية، ثم عميداً لكلية العلوم الهندسية والهندسة التطبيقية والشئون الإدارية، وأشرف على مشروع الحرم الجامعي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
في عام 1973 أنشأ مكتب الرشيد للهندسة ثم عمل عام 1977 كمهندس استشاري للملكين خالد وفهد - رحمهما الله -، وبدأ بالتصاميم والإشراف على عدة مشاريع ملكية، ثم اختير ليكون المهندس الاستشاري للديوان الملكي، حيث أشرف مكتبه على التصميم والإشراف على جميع القصور والدواوين الملكية ومراكز المؤتمرات والجامعات، وواصل عمله مع الملك عبد الله - رحمه الله -. وتم اختياره عضواً في للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمدة ثلاث سنوات عام 1428. للرشيد مئات الأعمال الخيرية التي ستظل شاهدة على سيرته بعضها ظهر جلياً وأخرى في طي الخبيئة، حيث أنشأ على نفقته مركز الملك فهد للأورام وسرطان الأطفال ومركزه لطب العيون بحائل، و مركز محمد بن ناصر الرشيد لتحفيظ القرآن الكريم، وتبرع بكامل تكاليف إنشاء مركز الأمير سلمان للمعاقين بحائل وأنشأ (مركز الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد لرعاية الأيتام) بحائل للأيتام، وتكفل بإيصال الكهرباء والماء لبعض قرى حائل. وتبرع بإنشاء عشرات المباني ودعم مشاريع الإسكان الخيري، وجمعيات الأطفال المعاقين ودور الأيتام وجمعيات البر، ودعم العديد من الجهات والمؤسسات الخيرية ومشاريع صحية والاجتماعية بمئات الملايين من الريالات في عدة مدن، وتكفل بمشروع إكمال بناء أكثر من مائة مسجد في مدينة حائل، خلاف دعمه المالي لعشرات المشروعات الخيرية والكراسي البحثية ومشاريع التأليف والمؤتمرات الوطنية ، والحملات الوطنية لمختلف الجهات الحكومية والأوقاف، وقام بدعم عشرات المؤسسات الخيرية ومراكز علاج السرطان في لبنان وسوريا والأردن والبحرين ودول أخرى، ودعم أبحاث السرطان ومراكز طبية متعددة وعدة مكتبات ومدارس في أمريكا وعدد من الدول، ودعم جهود محاربة المخدرات عالمياً، وقدم تبرعات دعم للدول المتضررة ونال عشرات الأوسمة والجوائز العالمية من رؤساء دول وهيئات وجمعيات بالداخل والخارج. وله ثلاثة مؤلفات وهي الملك فهد وسيرته الحضارية، والسعودية وحرب الخليج والسعودية، وكل ما تحتاج أن تعرفه عنها.
ناصر الرشيد واجهة بشرية خيرية تختفي حين الأفضال وتظهر حيث النوائب.
مشارك وداعم ومساند بأعمال رصدتها أعين الآخرين، وحفظتها قلوب المستفيدين، أحب الناس وعشق وطنه وارتبط بحب الخيرات ونشر المعروف وإشاعة الحسنى، واضعاً له شهادات تنموية في الأعمال وشهوداً من الخلائق على الأفعال.