سلطان المهوس
شهر «فبراير» العام الفائت كتبت مقالا بعنوان « مطلوب مهاتير رياضي» نشرته «العربية» على موقعها الإلكتروني استشرفت فيه مستقبل الرياضة السعودية بعد أن يرحل الأمير عبدالله بن مساعد وكتبت نصا « أراهن على التعددية في الآراء والمناهج التطويرية فالتعامل مع اللاعبين والألعاب المختلفة يختلف عن التعامل مع آلات داخل مصنع ووجود رؤية موحدة لابأس لكن ليس بفكر واحد لأن تطبيق الرؤى فن بحد ذاته وله عدة طرق تتناسب وواقع الحال وهو الأمر الذي لن يستطيع أن يفعله الفكر الواحد المتقوقع داخل نفسه وأفراده المحددين ..!!»
كنت أنبه إلى ضرورة تجسيد العمل التطويري وفق واقع لايقبل التعديل إلا بمبررات قوية كي لانخسر الجهد والوقت والمال وهو مالم يحصل للأسف..!!
رحل الأمير الطيب الجميل عبدالله بن مساعد ونال معالي تركي آل الشيخ ثقة القيادة ليقود رياضة البلد وفي ظهوره التلفزيوني الأخير قال « ورثت تركة ثقيلة»..!!
كان الأمير عبدالله يؤمن بكل خطواته وفريقه العامل وبعد رحيله أصبح ذلك «تركة ثقيلة» ومن يجيد في علم الإدارة يدرك أن الأمر لايتخطى سوى اختلاف كبير بين مدرسة إدارية وأخرى وقناعات متباينة وهو الأمر الطبيعي جدا فمن حق آل الشيخ أن يرسم كقائد تشرف بتلبية نداء مليكه وفق ما يجزم أنه يحقق لوطنه النجاح فلولا اختلاف البشر لبارت الحياة.
الأمير عبدالله لم يكن مقتنعا بأساليب العمل التي سبقته فغيرها ولذلك يصبح من المنطقي أن لايغضب من التغيير الذي سيجتاح أساليبه ورؤيته وسيأتي من يخلف معالي آل الشيخ وسيغير أيضا وهنا مربط الموضوع ..!!
مايقلقني كناقد محب هو أن لايكون هناك عمل مؤسسي ورؤية احترافية واضحة رياضيا ومعتمدة حكوميا ومن خلال الجمعيات العمومية تكون كالثوابت التي لايمكن القرب منها لنهرب من قلق ضياع السنين وفشل المشاريع والبرامج -حال الأولمبية السعودية خير مثال- فالمبادرات الفردية مقبولة ومطلوبة لكن الأساسات يجب أن تكون إلزامية وهو الرهان الذي أتمنى أن يتصدى له معالي آل الشيخ حفظا للوقت واستقرارا للمستقبل وكخارطة طريق لاتتوه و لاتتمزق..!!
حركة دؤوبة تشهدها الكرة السعودية بعد أن التفتت المؤسسة الرياضية لها ومن المؤكد أن حركة تطويرية أخرى ستشهدها الأولمبية السعودية باتحاداتها المتعددة قريبا ربما تصل للتغيير «الجذري» لنتساءل : أين ذهب دراسات التطوير التي كلفت الملايين ؟ أين أحلام 2020؟ أين برنامج الرياضيين النخبة؟ أين الوعد بأن نكون ثالث دولة آسيوية أولمبيا؟؟
من المهم أن نبني على الماضي بدلا من أن تهدم كل مرحلة سابقتها ولذلك انتظر أن تكون مرحلة معالي آل الشيخ هي ركيزة البناء المستقبلي غير القابل للتغيير مستقبلا بمشاريع ثابتة وأطر محددة لايمكن العبث فيها حيث يمكننا النظر للأفق بهدوء تام وذلك لاينصلح إلا بتواجد خبراء الرياضة العارفين بدهاليزها تماما وليس «المنظرين» وأجزم أن خطوات آل الشيخ بجلب الرياضيين الخبراء « ماجد - باخشوين - الصادق - حمزة - نور -أنور- التمياط- الجمعان- شليه « وغيرهم مستقبلا بكل الألعاب والرياضات سيكون اللبنة الأولى لتحقيق النجاح -بإذن الله- لأن الرياضيين الميدانيين هم الأقرب والأفهم والأعرف من ذلك «المنظر» الورقي..!!
اجتهد عبدالله بن مساعد لتحقيق ثقة»القيادة» وقدم جهدا يذكر فيشكر وأعطى من وقته وجهده ما يستطيع فله كامل الشكر والعرفان والحب على كل ماقدم .
واليوم ننتظر مرحلة معالي آل الشيخ المتسارعة والطموحة بدعم حكومي تاريخي وندعو الله له بالتوفيق بجانب واجبنا الناقد تجاه مانراه يستحق فليس هناك عملا دون نقد وإيماننا كبير بأن يكون معاليه قد قرأ مشهد «التاريخ» ليرسم خطوات المستقبل بأمان تام حيث الرهان أن لايرتبط «التطوير» بالاسم بل بالعمل المؤسسي كما عمل «مهاتير» حيث غادر ولم تهتز شعرة بتطور «ماليزيا» وبقي خالدا عظيما فقط لأنه عمل وناضل لترتيب المستقبل بأمان تام بعيدا عن الأسماء .
سنكون بخير دائما ..