عبدالله العجلان
وسط التحولات الإيجابية والنتائج المبهجة للكرة السعودية جاء قرار استقالة وابتعاد رمز الأهلي، بل رمز الجود والبذل والخلق الرفيع والواجهة المشرفة للرياضة السعودية الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز؛ ليعكر أجواءنا قبل أجواء الأهلاويين. وهذا التأثير لم يأتِ من فراغ، وإنما لقيمة ومكانة وتاريخ سموه.
شخصيًّا زاد ألمي على ابتعاده عندما قرأتُ تصريح رئيس الأهلي سابقًا عبدالعزيز عبدالعال للجزيرة يوم أمس الأول السبت، الذي أشار فيه إلى أن الأمير خالد اتخذ هذا القرار بعد أن أصبح الوسط الرياضي وما يحدث فيه من تجاوزات في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لم يعد ملائمًا لشخصيته وطبيعته ونظرته للرياضة وخدماته الجليلة الطويلة لناديه وعشقه الأهلي.
مؤسف جدًّا أن نخسر وتخسر رياضتنا والنادي الأهلي (أحد أبرز وأهم وأكبر الأندية السعودية) شخصية فذة بحجم الأمير خالد، هذا الذي رسخ في وسطنا الرياضي مفهوم الرقي والمنافسة الشريفة العادلة المبنية على العطاء لا على التسهيلات غير المشروعة والدسائس والمؤامرات. لم نسمع منه طيلة مشواره الحافل بالجهد والدعم بمليارات الريالات أية إساءة أو تجنٍّ أو كلمة جارحة ضد منافسيه، بمن فيهم من أساؤوا له وتطاولوا عليه وعلى ناديه..
شكرًا سمو الأمير على نبلك ووفائك وسنوات تفانيك وتضحياتك.. ابتعادك لن يلغي من عقول وذاكرة الملايين حبهم وتقديرهم لك وإعجابهم بشخصيتك وسمو أخلاقك. حفظك الرحمن، ووفقك وأسعدك..
الهيئة وديون الأندية!
الهيئة العامة للرياضة تحيل ملف مديونيات نادي الاتحاد إلى هيئة الرقابة والتحقيق. بعدها بأيام تمنع 6 شخصيات اتحادية من السفر لحين انتهاء قضية ديون النادي. وقبل أيام تصدر قرارًا بإعفاء إدارة النادي برئاسة أنمار الحائلي بسبب شبهة تزوير مالية. كل هذه الإجراءات تعد رائعة وقوية وحازمة لحسم هذه القضية الشائكة والمزمنة والمحبطة لمحبي ومسيري وجماهير العميد، ولإعادة استقراره وحضوره وإسهامه في تحقيق منجزات الكرة السعودية. لكن الأمر غير المقنع في ظل هذه الخطوات العملية لمواجهة فوضى الإنفاق أن تقوم الهيئة بدعم نادي الاتحاد بمبلغ 10 ملايين ريال كهبة، التي جاءت امتدادًا للدعم نفسه من الهيئة برئاسة الأمير عبدالله بن مساعد دون أن يكون له أي تأثير إيجابي ينهي أو على الأقل يحتوي تسارع قضاياه وتزايد مديونياته يومًا بعد آخر؛ ما يدل على أن العلة في الاتحاديين أنفسهم، وأن الدعم مهما بلغ لن يكون مجديًا ما لم يبدأ العلاج باجتثاثها من جذورها، وتطبيق الأنظمة الصارمة بحق كل من يثبت تلاعبه وفساده..!
في ديسمبر 2015م كتبت هنا تحت عنوان (اتحاد كرة أم اتحاد كفيل غارم) تعليقًا على التسهيلات التي قدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك بمنح نادي الاتحاد قرضًا بنكيًّا بضمان من اتحاد الكرة بدفع مديونية القرض من مستحقات النادي من النقل التلفزيوني، وقلت وقتها إنه لن يحل مشكلة ديون الاتحاد بقدر ما يزيدها تعقيدًا وتأزيمًا في المستقبل، وهو ما حدث؛ إذ عوقب الاتحاد بخصم ثلاث نقاط في دوري الموسم الماضي، وبعد هذه العقوبة كررت الهيئة مواقفها الداعمة لنادي الاتحاد ماديًّا ومعنويًّا، وفي هذه الأثناء عدت وكتبت في يناير من العام الحالي بعنوان (اتركوا الأندية تحصد زرعها)؛ ليقيني أن هذا الدعم من الهيئة لا يعدو كونه مسكنًا وقتيًّا. وبالفعل صدر بعدها قرار الفيفا بمنعه من التسجيل الموسم الحالي كاملاً.
من جديد، وحتى لا تكون الهيئة ملزمة بدعم جميع الأندية السعودية بسبب ديونها، وربما إفلاسها نتيجة تلاعب وسوء صرف إداراتها، أكرر نفس ما قلته قبل تسعة أشهر:
أقروا الأنظمة الصارمة، طبِّقوها على الجميع بلا تمييز ولا تفضيل اسم على آخر، فعِّلوا الجمعيات العمومية للأندية، ليس مطلوبًا منكم أن تكونوا أوصياء على الأندية أو أن تتحملوا أخطاء إداراتها، لا تقحموا مسؤولياتكم ومهام عملكم في قضايا ليست من اختصاصكم، اتركوهم يواجهون مصير فشلهم بأنفسهم، أما أنتم فاهتموا وتفرغوا لإدارة شؤونكم التنظيمية والرقابية والإشرافية، والكيل بمكيال النزاهة والعدل والمساواة بين الجميع.