جاسر عبدالعزيز الجاسر
مقال الأخ الزميل خالد الحربي في صحيفة عكاظ أمس «البحث عن ذوي النملة» حرك التعاطف الكامن لديه على الحيوانات التي تعاني من ظلم البشر، آخر الحيوانات التي يهددها الانقراض الحمير، فالحمير يعتقد الصينيون أن جلودها توفر أدوية مفيدة وأن هذه الجلود بعد أن تسلق يؤخذ «نقيعها» للتداوي به، وأنه كالعادة في بحث الإنسان الظالم عن مقويات جنسية وجدوا أن نقيع جلود الحمير يوفر طاقة جنسية تفوق ما يحققه عقار «فياجرا»، ولهذا فإن الحمير أخذت بالتناقص في الصين، وربما أصبحت الصين تعاني من وجود الحمير، ولهذا فإن الصينيين توجهوا بالبحث عن الحمير في الدول المجاورة، ولاحظ المهتمون بالدفاع عن حقوق الحيوان أن عمليات تهريب جلود الحمير قد تزايدت خاصة بالمناطق الحدودية مع الصين.
والذي أثار قلق هؤلاء المهتمين بحقوق الحيوان أن فرقاً من تجار جلود الحمير توجهوا من الصين إلى الدول الإفريقية حيث يكثر الحمير، وأنهم عقدوا العديد من الصفقات لتصدير جلود الحمير من إفريقيا إلى الصين.
استهداف الحمير للحصول على جلودها دفع جمعيات حقوق الحيوان للمطالبة بوضع حدٍ لهذه الإبادة التي تُعرض الحمير للانقراض، وهو ما شجع جمعيات أخرى للدفاع عن حيوانات أخرى للمطالبة بوضع حدٍ لاستهداف الكلاب التي تتعرض للذبح لأكل لحومها من قبل الكوريين والفلبينيين وحتى بعض الصينيين، أما القطط فهي مرغوبة ولحومها شهية بالنسبة للفيتناميين. وهذه الحيوانات جميعها معرضة للانقراض بسبب جور الإنسان الذي لا يترك شيئاً يمكن أكله إلا وطارده حتى يتسبب في انقراضه مثلما فعلنا نحن أهل الجزيرة العربية والصحراء في تقليص وجود الغزال الذي أصبح وجوده نادراً وفي سبيله للانقراض، ولا ننسى الحيوان الضعيف الذي لا يغني من جوع لقلة لحمه وهو الضب الذي أوشك على الانقراض بعد تعرضه لحملات إبادة استُعملت فيها أسلحة دخان السيارات وإغراق جحوره بالمياه، وقد ذهب ظلم الإنسان ومطاردته للحيوانات أنه لم يوفر حتى «الجربوع» الذي يعد من أقل الحيوانات احتواءً للحم.
ولا غرابة أن تتعرض الحيوانات لظلم الإنسان الذي يظلم نفسه يومياً من خلال إثارته الحروب والنزاعات وحل خلافاته بالقتل والتدمير.