د. صالح بكر الطيار
توالت زيارات النماء الكبير لقيادتنا الرشيدة الحكمية؛ إذ راقب العالم زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى دولة روسيا التي جاءت في توقيت مهم، اختارته القيادة بحكمة وسياسة، في حين حملت هذه الزيارة في أبعادها عشرات الاتفاقيات التاريخية والاستراتيجية المميزة التي ستنعكس بالتطور وتوثيق العلاقة والتعاون بين الحكومتين والشعبين.
زيارة حفلت بالعديد من المزايا والاتفاقيات في الجوانب العسكرية والاقتصادية والتجارية، وتوفير شراكات مهمة للمستقبل.
هذه الزيارة جاءت بعد زيارات سابقة، شملت دولاً آسيوية كبرى، وعكست الدور الريادي والمحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وقيادتها. وعندما وصل قائدنا الملك سلمان إلى الكرملين في هذه الزيارة التاريخية رصد العالم أجمع الحدث، وكان الأعلى متابعة خلال الأيام الماضية؛ ما يعكس ثقل السعودية ودورها في كل الدول، وما تحمله حتى الشعوب للقيادة السعودية التي وقفت مع الشعوب ودعمت الحكومات، وآخرها ما تم عندما ساهمت الوساطة السعودية في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وهو امتداد لما تقوم به قيادتنا من عون ودعم للحكومات في سبيل تحقيق أهدافها وتوفير الأمن لشعوبها.
الزيارة جاءت في توقيت مهم، ولجمت الأعداء الذين يحيكون الفتن نحو السعودية قيادة وشعبًا.
القيادة السعودية ماضية بشكل استراتيجي ومتميز في خلق علاقات كبرى ووطيدة مع الدول العظمى، ووضع أسس متينة للعلاقات مع حكوماتها؛ الأمر الذي يهزم أولئك الذين يندحرون بمجرد أي زيارة أو اتفاقية أو تعاون يخص وطننا العظيم الذي سيجني من هذه الزيارة وغيرها.
أمنيات متعددة لوطني في حاضره ومستقبله؛ إذ حملت الزيارة توقيع اتفاقيات كبرى في الجانب الاقتصادي مبشرة بفجر جديد من العطاء والتطور تحقيقًا لرؤية السعودية 2030، وأيضًا في رفع أسهم المملكة عالميًّا، ووجودها حاضرة في كل المواقع وشتى المناسبات باسمها وحجمها السياسي الذي تسجله نتائج علاقاتها مع الدول، وأيضًا مواقفها الثابتة التي لا تزحزح نحو الأحداث أو القضايا؛ ما جعلها محل احترام وتقدير العالم أجمع.
زيارة للتاريخ وحدث كبير، وها نحن نجني ثماره باتفاقيات كبرى في المجال العسكري والقطاعات المختلفة في ظل تخطيط استراتيجي، تنتهجه القيادة لمواجهة الإرهاب والفتن والقضايا التي تحيط بالوطن، وأيضًا في سبيل تحقيق أهداف تنمية الوطن والوصول به إلى أعلى مستويات التفوق والتقدم والازدهار وصناعة مستقبل كبير مملوء بالخير في ظل رؤية المملكة، وتحت إشراف ومتابعة دقيقة ومتواصلة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وولي عهده الأمين وصولاً إلى تحقيق أسمى درجات الأمن، ووضع المملكة في موقعها اللائق بها أمام كل دول العالم بمنهجها وقوتها وكفاءتها ومواقفها وسمعتها التي سجلها التاريخ بمداد من ذهب على مر العصور.