إبراهيم بن سعد الماجد
الحديث عن زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الرسمية, حديث مشوق, خاصة لمن كان قريباً من تلك الرحلات, أو كان راصداً لإرهاصات تلك هذه الزيارة أو تلك.
سعدتُ منذ توليها رعاه الله مقاليد الحكم أن أكون ضمن الوفد في الزيارة الملكية للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك قمة العشرين في أنطاليا وبعدها زيارته الميمونة لمصر وبعدها الزيارة الرسمية لتركيا, ولمست عن قرب, ورصدت من خلال الحديث مع بعض المعنيين في تلك الدول الاهتمام الكبير بل والعناية الفائقة بالضيف والتطلع إلى نتائج كبيرة تصب في مصلحة الدولتين,وقد حققت كل الزيارات نجاحاً لافتاً كان حديث وسائل الإعلام في حينه.
واليوم نتحدث عن زيارة هي الأولى لملك سعودي لموسكو, هذا الزيارة التي تأتي في وقت حرج حيث العلاقات المتشابكة في مصالحها والإشكالات المترابطة في مفاسدها, فموسكو لها علاقاتها مع إيران..وإيران النظام الخارج عن القانون بما يشكله من مفاسد وإخلال بأمن المنطقة ككل, فإيران الداعم الرئيس لكل المنظمات الإرهابية في المنطقة بدأ من حزب الله في لبنان ومروراً بالقاعدة وليس انتهاء في حربه على الأرض السورية ومحاولته تفتيت هذه الدولة العربية الشقيقة, أيضاً نظام الملالي ومنذ عام 1979 وهو قائد الفتن في كل موسم حج, وكذلك هو من يقف خلف بعض العمليات الإرهابية التي وقعت داخل المملكة.
هذه المشكلات والإشكالات لم تكن حائلاً في أن تكون الزيارة ناجحة بكل المقاييس, فالملك سلمان في زيارته لجمهورية روسيا جاء بعد ترتيب دقيق وشامل لكل تفاصيل هذه الزيارة التي نعلم أنها أوجلت أكثر من مرة بسبب حرص المملكة على أن لا تكون الزيارة مجرد بروتوكولية لا فائدة ولا مردود من ورائها سواء للملكة أو للمنطقة بشكل أعم.
في هذه الزيارة التي لاقت أصداء كبيرة ليس على مستوى الدولتين بل على مستوى العالم ككل, كانت هناك الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة سواء العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية والإعلامية, ولهذا فإن النتائج ستكون ملموسة على جميع الأصعدة وليس على صعيد دون آخر, أمر في غاية الأهمية يجب التوقف أمامه ملياً, وهو أن هذه الزيارة سيكون لها أثر - بإذن لله - على صعيد الحرب القائمة في اليمن وكذلك في سوريا, فالمملكة وروسيا قطبان مهمان في استقرار المنطقة وكبح جماح أصحاب الأطماع المختلفة, ولا شك أن تفاهمهما مهم للغاية وسينعكس بشكل مباشر على جميع قضايا منطقتنا سواء الخليجية أو العربية.
كل المحللين السياسيين قالوا بنجاح الزيارة, والكل يعلم مهندس هذا النجاح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - الذي عمل على ترتيبها منذ قرابة العام, على الرغم من صعوبة الأوضاع وحساسية الموقف, لكن سموه عمل على أكثر من صعيد من أجل أن يكسب الجميع لا أن يكسب طرف على حساب الطرف الآخر.
ولعل المتابع للزيارة لاحظ أنها كانت شاملة في كل تفاصيلها, حتى مقابلات المجاملة, كانت ذكية ودقيقة, وما ناله خادم الحرمين الشريفين من تكريم بمنح جامعة موسكو الحكومية لمقامه الكريم شهادة الدكتوراه الفخرية إلا جزء من التقدير الكبير والاعتراف الصريح بدور قائد الأمة العربية والإسلامية الملك سلمان بن عبد العزيز, وأثره ليس في محيطه العربي والإسلامي فحسب, وإنما في العالم كله.
تلك هي بلادنا وهذا هو قائدها وهذه هي نجاحاتها فلله الحمد من قبل ومن بعد.