د. أحمد الفراج
خلال أيام، سيتحدد مصير الاتفاق النووي، الذي أبرمه الرئيس باراك أوباما، ومجموعة الخمس مع إيران، ولا بد من التذكير هنا بأن أوباما بذل كل جهد ممكن، وتنازل عن الكثير، ودنّس هيبة أمريكا، في سبيل إنجاز هذا الاتفاق، وذلك لحرصه على أن يكون له إرث تاريخي، فكل رئيس أمريكي يحرص على أن يسجل إنجازا يسجله له التاريخ، مثل تحرير السود للرئيس التاريخي، ابراهام لينكولن، وقانون المساواة بين السود والبيض، للرئيسين جون كينيدي وليندن جانسون، وبرنامج حرب النجوم، للرئيس ريجان، وحرب تحرير الكويت، وسقوط الاتحاد السوفييتي، للرئيس بوش الأب، وغني عن القول إن الاتفاق النووي هو الإنجاز الوحيد لأوباما، وهو الاتفاق الذي تولى كِبْرَهُ وزير الخارجية، جون كيري، الذي يرتبط بعلاقة نسب مع الإيرانيين، حيث إن ابنته المدللة، فينيسيا، متزوجة من شاب إيراني، وكان ابن وزير خارجية إيران الحالي، جواد ظريف، هو الضيف الرئيس لحفل الزواج، وظريف كان هو شريك كيري في مفاوضات الاتفاق النووي!!.
الرئيس ترمب وقف ضد الاتفاق النووي، منذ البداية، وكان ذلك جزءا من حملته الانتخابية، وهو يعتقد أن الاتفاق هو أسوأ قرار في التاريخ الأمريكي، إذ يرى بأنه يمنح إيران الفرصة لتطوير برنامجها النووي، ومواصلة دعم الجماعات الإرهابية، وذلك بعد رفع الحظر عن أرصدتها البليونية، وتركها بلا رقيب، وحيث إن من ضمن بنود الاتفاق أن يمنحه الرئيس الأمريكي الثقة (أي يوافق عليه)، كل تسعين يوما، وبما أن الموعد القادم لذلك هو يوم الخامس عشر من أكتوبر الجاري، أي بعد ثلاثة أيام، فإن كل تصريحات ترمب، والتسريبات، تشير إلى أن ترمب سيسحب الثقة من الاتفاق النووي، وهذا ليس إلغاء للاتفاق، ولكنه قد يكون الخطوة الأولى لذلك، فبعد سحب الثقة، يرمي ترمب الكرة في ملعب الكونجرس، ويضع الاتفاق النووي على طاولته، وفي هذه الحالة، فإن الكونجرس أمام خيارين.
الخيار الأول هو إعادة فرض العقوبات على إيران، وربما إضافة عقوبات جديدة، والمتوقع في هذه الحالة أن تنسحب إيران من الاتفاق، ويرى مراقبون أن إيران تكون قد كسبت في هذه الحالة من الاتفاق الأوبامي الكارثي، فقد حصلت على مليارات الدولارات، وعندما تنسحب من الاتفاق، فستستخدم هذه الأموال لإعادة تطوير البرنامج النووي، ودعم الجماعات الإرهابية، أي نعود لنقصة الصفر، أما الخيار الثاني، فهو التهديد بإعادة فرض العقوبات، وإجبار إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، لنقاش بعض بنود الاتفاق، التي تساهلت فيها إدارة أوباما، وكذلك إضافة بنود جديدة، تتعلق بدعم الإرهاب، وتجربة الصواريخ البالستية، وغيرها، وهذا خيار قد لا تقبل به إيران، خصوصا وأنها تتكئ على مواقف الدول الخمس، الداعمة للاتفاق، والتي تختلف مع رؤية ترمب، وسننتظر قرار الرئيس ترمب، بعد أيام، ونعود لمناقشة هذا الموضوع الهام.