فهد بن جليد
في الأسبوع السعودي للتصميم شاهدت بالصُدفة, محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان وهو يتجول وسط الحضور والزوار - بشكل شخصي - بين منصات المبدعين والمصممين السعوديين والسعوديات, يتحدث مع هذا، ويتعرف على مشروع الآخر، يدون بعض المعلومات والعناوين، ويستمع للمُلاحظات والأفكار، أعجبني الموقف بأنَّ المسؤول الأول عن المشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي هي في نهاية المطاف - نتاج إبداعي فني - وتجارب شخصية غالباً، يستثمر هذا التجمع الشبابي الإبداعي ليتفحص الواقع شخصياً ويقف عليه، فبادرته بالسؤال هل يمكن يا دكتور أن تتحول مثل هذه الأفكار والتصاميم الشبابية إلى صناعات مُستدامة لمنشآت سعودية قادمة؟.
الرجل أجابني بأنَّه يريد أولاً الاستماع لهم، والتعرف على العقبات التي تواجه هؤلاء المُبدعين والمُصممين السعوديين، وكيف يمكن للهيئة أن تذلل الصعوبات أمامهم ليتمكنوا من تحويل هذه التصماميم والأفكار الإبداعية إلى مشاريع صغيرة ومتوسطة، كرافد للاقتصاد الوطني، وأنَّ برفقته مسؤولة من الهيئة تقوم بالتواصل مع من يحتاج دعم وخدمات الهيئة - انتهى كلامه - أنا أكتب هنا عن مثل هذا الموقف الذي نحتاجه وننتظره من كل مسؤول، وأشيد به وليس لي أي مصلحة أو تقاطع أو ارتباط لا مع الدكتور، ولا مع الهيئة - بالمناسبة هذه المرة الثانية فقط التي ألتقيه - ولكن الكلمة أمانة، ومن حق من قام بمثل هذه الخطوة أن نثني عليها، ونذكرها كواجب وطني، فهي خطوة عملية ميدانية بامتياز، تجاوزت نظرية ومفهوم المكاتب، ورفع تقارير اللجان، فليس من رأى كمن سمع، والحمد لله أننا بدأنا نشهد ونعيش مثل هذه المواقف من الكثير من المسؤولين في مختلف المجالات، للاستماع لشباب الوطن، ومنحهم مساحة واسعة لتقديم أفكارهم والتعرف على إبداعاتهم، وتحفيزهم ودعمهم، وهذا دائماً وفق رؤيتنا الوطنية الطموحة 2030، التي رسمت لنا الطريق الصحيح للوصول إلى النجاح المعرفي والإبداعي والإداري، في عصر الحزم والعزم.
المناصب اليوم لا تُدار من المكاتب فقط، فالمسؤولية والواجب تحتم على كل من تحملها أن يتعرف بنفسه على واقع الحال في الميدان وعلى الأرض مباشرة، خصوصاً فيما يتعلق بمعيشة الناس واحتياجاتهم اليومية، والشواهد كثيرة عند العديد من العظماء والقادة في بلادنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.