علي الصحن
من الواضح أن الهيئة العامة للرياضة أولاً، ثم الاتحاد السعودي لكرة القدم ثانياً، ماضون في سبيل إعادة ترتيب أوضاع الكرة السعودية، وإكمال ما بدأه السابقون في مسيرة تطويرها، وتجاوز الأخطاء القديمة، ومن الواضح أن معالي الأستاذ تركي آل الشيخ لم يأت ليستمع ويصرف الوعود، بل جاء ليخطط وينفذ، ويمسك بيد الرياضة إلى الأمام مدعوماً بثقة القيادة الرشيدة حفظها الله.
القرارات المتتالية التي اتفقت معظم أطياف الشارع الرياضي على أهميتها وقيمتها بحاجة إلى متابعة وتفعيل وجدية من جميع المعنيين بها من كيانات وأشخاص، ومن المطلوب أيضاً أن تمنح الوقت الكافي قبل إصدار حكم قطعي عليها، ليس من المنطقي أن نقلل من قرار لأنه يخالف ميولنا وعواطفنا، وليس من المنطقي أيضاً أن نسرف في الإشادة بقرار آخر لأنه يلامس هذه الميول والعواطف، ومن المؤكد أن صانع القرار لم يأت ولم يجتهد من أجل أن يستمع لعبارات المديح المتتالية، بل جاء لكي يعمل ويطور ويقدم صناعة حقيقية للقرار الرياضي، ويقود رياضتنا وألعابنا إلى المكانة المنشودة في مقدمة الركب.
من ناحيتي، أرى أن ثمة أمورا بحاجة إلى التفاتة عاجلة من معالي رئيس الهيئة، الحريص كل الحرص على تحقيق عدالة المنافسة بين الجميع، أما الأول فهو ضرورة تفعيل عملية الرقابة على المنشطات في جميع المنافسات، وليس المطلوب أن تحضر لجان الكشف لجميع المباريات، ولكن لعينة عشوائية منها ودون علم المتنافسين، ويكفي أن تحضر في كل جولة لمباراتين، وتأخذ من كل فريق لاعب أو لاعبين، في ذلك ما يضمن رقابة جيدة، مع نشر المزيد من الوعي والحرص بين جميع اللاعبين.
أما الثاني فهو ضرورة تطوير التحكيم وإمكانات الحكام، وحصولهم على ثقة الجميع من متنافسين ومشجعين، والتحكيم قضية شائكة في الملاعب السعودية تعود جذورها لزمن بعيد، وقد رحلت لجان وجاءت لجان والصافرة تراوح مكانها إن لم تتراجع إلى الوراء.
وتطوير التحكيم يبدأ من اللجنة المسؤولة عنه إلى اللجان الفرعية في مناطق المملكة، وأن تسلم إلى مسؤولين أكفاء لديهم الاستعداد والقدرة على تطوير التحكيم وعمل الحكام، وأكرر ما قلته سابقاً أنه ليس من الضروري أن تسلم أمور التطوير إلى حكم سابق، فليس بالضرورة أن كل حكم سابق ناجح، سيكون مسؤولاً ناجحاً، فللإدارة والتطوير ناسها والقادرين عليها.
وتطوير التحكيم يجب أن يمر على ما يسمى بـ (المحللين) في بعض البرامج والصفحات الرياضية، حيث تقدمهم كخبراء في الشأن التحكيمي، رغم أن أدائهم في السابق وآرائهم حالياً تكشف قدراتهم الحقيقية، وعدم قدرتهم على الإفادة وتقديم شيء مفيد للمهنة والمتلقي على حد سواء.
فضلاً عن ذلك فإن ما يقدمه بعض من المحللين من آراء أمر من شأنه نشر الأمية في قانون كرة القدم، ورفع نسبة التعصب بين المتابعين، ومثل هؤلاء مكانهم مدرجات أنديتهم وليس الخوض في مسائل التحكيم ومشاكله، ولن تعدم القنوات من خبراء حقيقيين يفيدون الجميع ويثرون معلوماتهم.
حلقات التطوير والبحث عن النجاح لا يمكن أن تتوقف عند نقطة معينة، والطموح لا نهاية له ولا حدود، وما من شك أن الجميع ينتظر المزيد من القرارات والتوجيهات التي تحفظ حق الجميع، وتنشر العدالة بين المتنافسين، وتؤسس لمستقبل واعد، وتضع لبنات جديدة في بيت الرياضة السعودية الكبير.
مراحل ... مراحل
- هل توقفت طموحات النصر عند نقطة المشاركة في بطولة أندية العالم؟ وهل صحيح أن الفوز ببطولة دوري أبطال آسيا التي تعود الفريق أن يخرج منها - إذا شارك - من دور المجموعات لا يعني شيئاً لفريق لم يفز في البطولة طوال تاريخه؟
- الهلال يلاقي بيروزي الثلاثاء القادم بحثاً عن النهائي الآسيوي، الأزرق قطع خطوة واسعة نحو التأهل لكن كرة القدم علمتنا أن أي فريق قد يتعثر لأي ظرف وأن الأمان فيها معدوم حتى استلام الورقة الرسمية.
- لو لم تقدم هيئة الرياضة هذه الأيام سوى الجمعيات العمومية الاستثنائية للأندية الممتازة وما تكشفه من أرقام لكفى.
- مبروك لعشاق التعاون المنشأة الجديدة، وعقبال رائد التحدي... والناديان عانيا الأمرين في مقريهما القديمين اللذين لا يفصل بينهما سوى شارع واحد.