سعد بن عبدالقادر القويعي
تمثل الإنجاز الأمني الجديد، والذي يضاف إلى إنجازات متلاحقة، حيدت الأخطار المحدقة بالوطن من قبل أعداء الأمن المتربصين بأمن المملكة، عندما رصدت الجهة المختصة برئاسة أمن الدولة تداول مقاطع مرئيّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذات موضوعات مختلفة، تؤلب على الشأن العام، وتؤجج المشاعر تجاه قضايا لا تزال محل النظر، أو تجاه مصلحة اقتضتها حاجة الناس، ومتطلباتهم؛ لتعطيلها، والحيلولة دون الانتفاع بها، والتحريض بشكل مباشر، وغير مباشر؛ لارتكاب أفعال مجرمة - شرعًا ونظامًا -، - وبالتالي - تحديد أصحاب تلك المقاطع، والقبض عليهم، وعددهم « 22 « شخصًا، أحدهم قطري، والبقية من الجنسية السعودية ؛ ما يدل على قوة رصد الأنشطة الاستخباراتية لهؤلاء الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة، ومصالحها، ومنهجها، ومقدراتها، وسلمها الاجتماعي، والهادف إلى إثارة الفتنة، والمساس باللحمة الوطنية، وتحييد خطرهم، والقبض عليهم، بعد أن تم استغفالهم، واستغلالهم فكرياً، وأصبحوا بمثابة القنابل الموقوتة، والغادرة بحق الوطن، والمجتمع، وتعكير صفو أمنه، واستقراره.
استشعاراً لخطورة هذه العناصر الإجرامية التي تقود هذا الفكر المتطرف، وتوجه دفته، واستنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الصادر بالأمر الملكي رقم م / 17، وتاريخ 8 /3 /1428، والذي نص في مادته السادسة على السجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين لعدد من الجرائم، ومنها : إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي، فإن توظيف التقنيات الأمنية، ودمجها مع الخبرات الأمنية التي حازها رجل الأمن السعودي دليل على مفاجآت الضربات الاستباقية من حيث عاملا الدقة، والتوقيت، والموجعة - أيضا - للخلايا الإرهابية في أوكارها، والتنظيمات التي تقف وراءها، والقدرة على إفشال أكثر من « 95 % « من العمليات الإرهابية بفضل من الله، ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية، وحازت على تقدير العالم بأسره.
يقظة رجال الأمن، والأجهزة المعنية بمواجهة التطرف، والإرهاب أثمرت في كشف العديد من الخلايا الإرهابية، - سواء - كانت متعددة الأفراد، أو متعددة الأهداف ؛ قتلاً، وتخريباً، وتدميراً ؛ الأمر الذي أثبت كفاءة الأجهزة الأمنية السعودية، ودل على قوة جهاز رئاسة أمن الدولة. ومهما تمادت التنظيمات الإرهابية في غيها، وإجرامها، فإنها لن تنال من أمن المملكة، واستقرارها، ولن تلقى إلا الفشل الذريع، والعقاب الرادع، بعد أن تكسرت مجاديف الإرهابيين على يد سواعد أبنائها من رجال الأمن البواسل ؛ باعتبار أن هذه البلاد تمثل قلب العروبة النابض، وفي وقت أضحت فيه عاصمة القرار العربي، وأحد أعمدة السياسة - الإقليمية والدولية -.
من منظور استراتيجي أوسع، فإن الخطة الاستراتيجية الأمنية التي تنتهجها رئاسة أمن الدولة في مكافحة الإرهاب ارتكزت إلى الحيطة، واليقظة الأمنية الدائمة، وتحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز الوحدة الوطنية، وزيادة تماسك النسيج المجتمعي الداخلي، كما أدت بنجاح حول ما يتم الكشف عنه كل حين عن تنظيمات الإرهاب دون تهوين، أو تهويل ؛ مما شهد لها داخليا، وخارجيا بكفاءتها في دحر الإرهاب أيا كان - مصدره -.