ميسون أبو بكر
هناك حملات انتقاد وإقصاء واتهامات بالفشل تقاد من قِبل أشخاص مؤدلجين بعينهم ضد كل ما له علاقة بالإعلام السعودي، عادت بي الذاكرة عشرات السنين أيام كانت جميع وسائل الإعلام في العالم بسيطة ولم تجتاحها النهضة الرقمية التي غيرت كل شيء ما عدا رسالة الإعلام النبيلة والخيّرة، تلك التي دائماً ما تقف مع الخير ضد الشر، وتحمي أمن المجتمع من عبث أصحاب الأجندات والمآرب الخبيثة والمقاصد العدوانية الذين يسعون سعياً حثيثاً نحو التحريض والبلبلة.
عدت للوراء عبر ذاكرتي مع إعلام هذا الوطن الطيب، فوجدت بأنّ هناك من يسعى بقوة نحو جعل المجتمع السعودي لا يثق بوسائل إعلامه الوطني، بل تعدت الخطة الخبيثة إلى إقصاء أساتذة وعرابين للإعلام السعودي والمؤثرين بوصفهم بأقسى الصفات ونعتهم بأقذر المسميات، وذلك لإخراجهم - بفعل فاعل - من التأثير على المشهد الذي يريد المغرضون السيطرة عليه بشكل كامل.
في السابق انطلت الأجندة المغرضة على الكثيرين في المجتمع السعودي الطيب، وأخذ بعضهم يردد ما يقوله الحزبيون ضد رموز إعلامية وطنية كبرى ذات ضمير وحس وطني متقد، بل تعدى الأمر لأكثر من ذلك إلى تخوين صحف بأكملها والتحذير منها، استغل أعداء الوطن ما يسمى بالأيدلوجيا القوية ليصنعوا له بعبعاً خفياً أسموه الغزو الفكري، انطلق الحزبيون ومن تبعهم عن جهل أو خبث يخوفون أفراد المجتمع السعودي من غزو فكري، وكل إعلامي يقف في وجههم يشنون ضده حمله بتهمة أنه مطية لهذا الغزو الفكري ومتعلمن وعميل للغرب؛ حتى أوصلوا الكثير من الإعلاميين لحالة تشبه الرهاب خوفاً من مقارعتهم وكشف ألاعيبهم وكل إعلامي يقف ضد مخططاتهم الحزبية، ويملك الحجج الدامغة التي تدينهم يسارعون إلى إقصائه عبر تهمهم الجاهزة فيشنعون به ، حتى أصبحت هناك صورة جاهزة لكل إعلامي سعودي في مخيلة الكثير من المواطنين السعوديين، وهي صورة العلماني الذي يعادي الدين حتى لو كان ممن يشهد له بالصلاة في المسجد.
حالات الإقصاء المتعمد والتخوين المسبق أصابت بعض الإعلاميين ممن ضاق ذرعاً بهذا الإقصاء، فوقع بفخ تصنيفاتهم عن جهل بخططهم الخبيثة التي يقصد منها الاستئثار بالمشهد واللعب بالمجتمع كيفما يريدون.
لو راجعنا جميع أزمات الوطن التي مر بها طوال تاريخه المجيد لوجدنا نفس القصة تتكرر حتى في الأزمات التي ثبت بها كذب الحزبيين وصدق الإعلام السعودي وبعد نظره ووطنيته، لم تمنحه حقه أمام المجتمع نظراً لتكريس الصورة السلبية عن الإعلامي السعودي من قِبل أعداء الوطن، إن التشكيك بدور الإعلام السعودي ومنصاته ورموزه هو حقد حزبي مبيت ضد الوطن، وضد المجتمع السعودي الذي أصبح - ولله الحمد - واعياً ومدركاً لأهمية الالتفاف حول قيادته نصرها الله، وحول إعلام وطنه الذي نجح بكل مهارة في هزيمة قناة الجزيرة؛ تلك القناة التي شكلت ذراعاً إعلامياً للحزبيين المتآمرين ضد أوطانهم ومجتمعهم، كل من يحاول إقصاء الإعلام السعودي والتقليل من شأنه وتسويق أكاذيب لإثبات فشله وتقصيره، هو يملك أجندة حزبية معادية لبلادنا سواء عن عمد أو جهل، لأنّ الحقيقة الدامغة بأنّ الإعلام السعودي أثبت علو كعبه المهني والوطني بشكل يدعو للفخر والاعتزاز، وكل أزمة للوطن كان الإعلام السعودي شريكاً للنجاح فيها وإخمادها.
نحن في مرحلة تحتم على كل مخلص للوطن أن يبتعد عن الانتقاد أو التشكيك، ليس في إعلام الوطن فحسب، بل في كل ما من شأنه أن يثير البلبلة بين أطياف المجتمع، وقد نجح الإعلام السعودي في كل مواجهة خاضها الوطن، ومن يقول عكس ذلك إما أن يكون جاهلاً أو حزبياً مؤدلجاً!