جاسر عبدالعزيز الجاسر
كشفت صحيفة نيويورك الأمريكية عن وجود قناة «دبلوماسية» للحوثيين أنشأها من خرجوا من قمقم الطائفية المذهبية في اليمن من جبال صعدة، وجعلوا منهم قوة مليشياوية بأطر سياسية مذهبية ووجدوا مغامراً سياسياً هو علي صالح الذي أراد استثمار التوجه الطائفي لدى ملالي إيران ليتحالف مع بقايا اعتقاد طائفي كاد أن يندثر في اليمن، فركب موجة الطائفية وتحالف مع الحوثيين وبالسلاح والمال وتوفير الأماكن والدعم اللوجستي، فتكون ثنائي الانقلاب في اليمن، ليتم في البداية السيطرة على معظم محافظات اليمن بعد أن فتحت معسكرات الجيش التي كان يسيطر عليها ضباط نصبهم علي عبدالله صالح، إلا أن الشرعية اليمنية الوطنية وبمساعدة دول التحالف العربي استطاعت أن تسترد أكثر من ثمانين بالمائة من الأرض اليمنية، لتصبح مليشيات الانقلاب محاصرة في أربع محافظات وبضع مديريات تتقلص يومياً مع استمرار تحرير الأراضي اليمنية التي سيطروا عليها بتآمر قوات علي عبدالله صالح، التي سلمت مقرات معسكرات الجيش ومعداته إلى المليشيات الحوثية التي تجرد قوات صالح نفسها وتطردها من معسكراتها، حتى في المديريات التي كان أنصار الرئيس المخلوع يسيطرون عليها، بما فيها المديرية التي ينتمي إليها علي عبدالله صالح كونها مسقط رأسه.
محاصرة ميليشيات الانقلابيين وبالذات الحوثيين، الذين يتعرضون للحصار حتى في معقلهم الطائفي والقبلي وسط محافظات صعدة جعلها -وبإيعاز ممن صنعوا قوة الحوثيين، وهم الإيرانيون- تقيم «قناة دبلوماسية» بل وحتى إدارة خارج الأرض اليمنية، وبعيداً عن حصار قوات التحالف العربي، فوجود الحوثيين في صنعاء وحتى في الحديدة لا يساعد على تواصلهم مع الجهات الأجنبية، حتى وإن ضمنوا صمت وموالاة ممثلي الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية، فعيون ومراقبة قوات التحالف العربي تمنع أي تآمر وتواصل دولي مع الانقلابيين، ولهذا فقد أقام الحوثيون دوائر ومراكز سياسية في ضاحية بيروت الجنوبية تحت حماية ورعاية عميل ملالي إيران حزب حسن نصر الله، فبالإضافة إلى إنشاء محطتي تلفزيون لخدمة الحوثيين، انتقل العديد من قيادات الحوثيين -وبأسماء مختلفة وعبر تقارير طبية مزورة تسمح لهم باستعمال طائرات الأمم المتحدة- للإقامة في الضاحية الجنوبية، حيث يجرون اتصالاتهم الدولية ويديرون مؤامراتهم مع الجهات التي أوجدت هذه الفئة الطائفية وأعادتها إلى الحياة السياسية والإرهابية في اليمن بعد أن كادت تنقرض، وهذا يضيف عبئاً إضافياً على الحكومة اللبنانية والرئيس ميشيل عون الذي يجب تنبيهه بأن لبنان أصبح قاعدة للتآمر على الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي، ولخدمة أطماع ملالي إيران.