فيصل خالد الخديدي
المعارض الفنية الجماعية عادة ما تكون منصة تُقدم إبداع الفنانين وأفضل الإنتاج بطرق متنوعة ومبنية على أسس علمية في العرض والتقديم، ونظرة فنية وحسن اختيار للأعمال المشاركة التي تخدم أهداف المعرض وتحقق أفضل النتائج، وهي فرصة لتجمع الفنانين وعقد المحاضرات والورش التثقيفية وتبادل الخبرات بين أجيال التشكيليين ولعل ذلك ما تحقق وأكثر في المعرض الأول للفنون التشكيلية (زوايا لونية) بالمدينة الجامعية للطالبات في جامعة الملك سعود، فبالرغم من قلة عدد أيام المعرض إلا أن الإعداد المبكر له والاهتمام بأدق تفاصيله سمة جميلة أسهمت في إبراز المعرض بالشكل الذي يحقق أهدافه بدءًا بدعوة الفنانين للمشاركة من خلال أكثر من أسلوب سواء بالدعوات الخاصة أو استقبال طلب المشاركة على إيميل خصص لذلك أو عن طريق الشركاء في المعرض مما أفرز مشاركة متنوعة لا تخضع لتوجه أوحد فكان معرضًا شاملاً لجميع أطياف الفن السعودي، ولم يتوقف العرض على أعمال الفنانين التشكيليين فقط وإنما كان هناك جناح لأعمال فوتوغرافية وجناح بأعمال طالبات الجامعة، والتنوع أيضًا كان حاضرًا في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض فعلى مدار ثلاثة أيام قدمت لقاءات متنوعة بين حديث فني قدمه كل من (أمل الريس، زمان جاسم، عثمان الخزيم، رانيا رزق) وحياة فنان قدمها كل من(ناصر التركي، ماجد المفرح) وورش فنية قدمها (د.لطيفة الفيصل، د.سلطان الزياد) في برنامج غني وثري ومنوع، كما اهتم المنظمون بدعوة كبار الشخصيات للحضور طيلة أيام المعرض بدءًا بحرم أمير الرياض في الافتتاح النسائي ومعالي مدير جامعة الملك سعود وفي اليوم الثاني معالي مدير جامعة الطائف وفي اليوم الثالث معالي رئيس الهيئة العامة للإحصاء.
زوايا لونية تجربة أولى لجامعة الملك سعود حققت كثيرًا من الإيجابيات وكسرت الحاجز الوهمي بين الجامعات والمجتمع وقدمت نموذجًا يحترم في الشراكات المؤسسية واحترام الشركاء، وقدمت أعمال المشاركين بطرق متنوعة، وجعلت طالبات الجامعة يصافحون إبداعات الفنانين السعوديين في وسط حرمهم الجامعي، بل يعرضون معهم جنبًا إلى جنب في تقارب ومنح للثقة المستفيد الأكبر منه طلاب وطالبات الجامعة، المعرض كان تجربة جميلة لفريق عمل مميز من استاذات الجامعة يحترم ويستحق الدعم والاستمرار لأعوام والتعميم على بقية الجامعات.