د. ناهد باشطح
فاصلة:
(الجهل مطية سوء من ركبها زل ومن صحبها ضل)
- حكمة عربية -
عندما أقرأ خبرا عن أحد مشاهير الإعلام الاجتماعي بأنه يعدّ أو يقدم برنامجاً في قنوات فضائية لها تاريخها، أتساءل كيف هي آلية اختيار المعدّين أو المذيعين في القنوات التلفزيونية؟
والكارثة عندما أجد أن المعدّ أو المذيع ليس لتخصصه علاقة بالإعلام والأكثر كارثية عدم حصوله على تدريب.
وأتساءل إلى أي درجة تكون المسؤولية كبيرة على مديري القنوات الفضائية بالاستهتار بخطورة أن يعدّ ويقدم البرامج من ليس له علاقة بالإعلام أو ثقافة المجتمع.
هل يجهلون ما معنى صناعة المحتوى وتأثيره في المجتمع؟!
لست ضد الموهبة بل أثق بأن الإعلامي لابد أن يرتكز على موهبة مثله مثل الرسام أو المغني أو أي من الفنون الجميلة لأن الممارسة العلمية للفنون لا يمكن أن تصنع مبدعا بدون موهبة.
لست ألوم الجمهور في انبهاره بمشاهير «يوتيوب» أو برنامج «سناب شات» لكن ألوم القنوات التي تستقطبهم في برامج تلفزيونية تدخل المنازل عبر الشاشة دون استئذان.
هذه اللامسؤولية من القنوات الفضائية تجعلنا كمشاهدين في حقل تجارب أمام المذيع فهو يبدأ بفكرته بمعنى هو يعّدها ويطورها دون أي من الأساسيات المهنية.
وحين أقول المهنية أعني بها ميثاق الشرف لمهنة الصحافة والتي أكاد أجزم أنها مغيبة لدى معظم من يمارس الإعلام اليوم، وهذا له خطورته في صناعة الإعلام في بلدنا، لأن الإعلام اليوم لم يعد يستند فقط على الموهبة بل لا بد من التسلّح بالثقافة والتدريب.
وحين أقول المهنية أعني التفريق بين انتقاد ظواهر المجتمع وبين الإساءة إليه عبر وسائل الإثارة.
قليلو الوعي فقط هم الذين يصفقون للصحافة الصفراء في مجتمع أعد رؤية طموحة لتحول إيجابي في مدنه قاطبة ويراهن على تحقيق السعادة للمواطن السعودي في بيئة إيجابية جذابة.
في رأيي أن على وسائل الإعلام التقليدية أن تتحمل مسؤولية المحتوى الذي تبثه على الأقل لأنها ما زالت تمتلك إلى حد ما التمسك بالقيم المهنية بينما مازال ميثاق مهنية وسائل الإعلام الجديد حتى في الغرب خاضع للدراسات والأبحاث.