د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
كان يوماً من نفائس بلادنا التي ما فتئت تطوق شبابها بممكنات النهوض؛ وتشق لهم دروب التنمية الحافزة، حيث إنّ فئة الشباب أبرز الوجهات التنموية الوطنية؛ ففي ذلك اليوم النفيس من هذا الشهر، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض ورئيس لجنة شباب المنطقة، افتتح سموه «ملتقى اللجان الشبابية بعنوان (اللجان الشبابية المهام والمسئوليات)، الذي تنظمه أمارة المنطقة ممثلة في أمانة مجلسها، ووقوف داعم ومحفّز من جهات داعمة لذلك الحراك الشبابي النخبوي المحفز، ممثلة في مركز الملك سلمان للشباب ومؤسسة مسك الخيرية، وجامعة الملك سعود، ومجلس الشورى، وقد شارك في ذلك الملتقى 22 لجنة شبابية يمثلون العاصمة الحبيبة الرياض ومحافظاتها الودودة ؛ وضمت تلك اللجان عدد 400 شاب وشابة جاءوا إلى «قصر الحكم»، ذلك المكان المهيب الذي يعبق بتاريخ مجيد «جاء الشّباب وهم فخورون وعازمون على تشريح كل الخطابات المثبطة للهمم، وتحييد كل العوامل السالبة للعزائم، وبث المسئولية الوطنية والنهوض بواقعها، وكان هدف الملتقى سامياً منذ زراعة الفكرة التي ارتكزت على بناء الشخصية الوطنية من أولئك الشباب، فمن يعيش عصرنا الجديد الواعد لابد أن يأخذ بوسائله، ولأنّ الشخصية في عمومها هي القدرات والأخلاق والقيم، وتعتبر ضامناً أساسياً للحصول على مكاسب الثقة في المجتمعات ؛ فقد كان ذلك متكأً تنشده قيادة بلادنا الرشيدة في أولئك الشباب؛ وهو ما تسعى لاستثماره أمارة منطقة الرياض في شباب المنطقة لاستيلاد همم الشباب ليؤمنوا بالإيثار والتضحيات والمصالح العامة، شباب ينافس في أعلى مستويات العلوم والمعرفة، فكانت لجان الشباب بوابات جديدة وفيرة الجهود واسعة الوعود النامية..
ومن خلال آراء الشباب الذين تشرفوا بالاختيار والحضور والمشاركة، كان ذلك الملتقى مختلفاً في حضور أمير المنطقة وحديثه الإداري الودود الذي تضمّن أن الجميع يتطلع أن يكون الشباب هم من يبني وينتج وينجز في وطننا الحبيب وأنهم في الطليعة التي تقود الفكر النيِّر ... كما وجّه سموه أن يقام ملتقى الشباب في قصر الحكم من كل عام، وأن تتبنّاه إحدى الجامعات في المنطقة، كَمَا كان أسلوب تنظيم الملتقى متجاوزاً الحراك التقليدي للتعامل مع تجمعات الشباب؛ فقد بسط الملتقى أمامهم منهجاً حديثاً لاستيلاد الهمم واستثمار الكفاءات الشابة من خلال التجارب الثرية للمنصات الوطنية التي انشغلت وأبدعت في الإحاطة بواقع الشباب، ونوعت أساليب الوصول إليهم، حيث شرف الملتقى وشباب الملتقى بالاستماع لتجارب ثرية منهم من تلك المؤسسات الوطنية المحفزة،،،
«فتية تعشقُ المعالي وتبني
مشمخراً جاد القضا ببنائه
فتية عُلّقتْ عليها الأماني
كل شعب يعتزُ في أبنائه
ما حياة البلاد إلا شباب
ما استقاموا أغنوه عن حكمائه»
فشكراً لوطننا الكبير، وشكراً لأَمَارة منطقة الرياض ذلك الاهتمام بالشباب، حيث إنهم حقول نضرة يُشرق استزراعها ؛؛ وشكراً لسمو أمير منطقة الرياض، حيث كان المتربع حفياً فقد كان سموه متحدثاً عميقاً، ومستضيفاً ودوداً،،،
ونأمل من صديقة الشباب الجديدة «اللجان الشبابية»، أن تنتهج نهجاً بَصِيراً لنقل الشباب إليها أينما كانت ؛ وأينما كانوا فلابد أن يسبق العقل الحِراك دائماً؛ كما نأمل من ملتقى الشباب القادم أن يكون منطلقاً لإتمام الأفكار المجتمعية التي تختزنها عقول الشباب مما يسهم في خدمة مواقعهم الجغرافية ؛ ومن وشائج العقل العناية بثقافة الجيل فهلاّ كانت لها منصة دائمة تحظى بدعم مستمر من ملتقيات الشباب السنوية !!؟
بوح لشبابنا الواعد الجدير البصير،،
«سعوديّ لو رام هام الثريا
لاعتلاها مصفقاً باستوائه».