ناصر الصِرامي
هيئة الرياضة السعودية، قدَّمت الإشارة الأقوى عبر إعلان أهم خطوة عملية لمكافحة الفساد في أروقة الرياضية السعودية، وبعد أن أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن شبهة 18 مخالفة، ارتكبها رئيس لجنة الاحتراف السابق وعضو اتحاد كرة القدم، باعترافات تفصيلية، قدمها موظف بالاتحاد، شملت عمليات مالية غير قانونية، أدت إلى قرار مجلس إدارة الاتحاد بتعليق عضويته حتى انتهاء التحقيقات. وتفاعلت هيئة الرياضة عبر رئيسها مع القرار بتحويل الملف فورًا إلى هيئة الرقابة والتحقيق.
القرار اعتبره الوسط الرياضي السعودي الأكبر في تاريخ اللعبة في مكافحة الفساد علانية، واستقبله بتفاعل الشارع الرياضي بكل ألوانه وميوله، إلا أن توجيه القضية الأشهر اليوم لجهات الاختصاص يتجاوز العنوان الرياضي إلى تأكيد مرحلة العزم والحزم في الدولة السعودية في محاسبة كل فساد، والتحقيق في كل شبهة فساد محتملة بأجهزة الدولة. ومهم أن تأتي الإشارة بهذا الحجم في الوسط الرياضي الأوسع متابعة وجمهورًا وحضورًا وتأثيرًا وتفاعلاً..
«خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أحدث تغييرات في أول يوم تولى فيه الحكم، استشعارًا منه بأهمية دور هيئة الفساد، وأيضًا عدم رضاه عن الدور الذي تقوم به هيئة الفساد. إذا لم تكن مكافحة الفساد على رأس السلطة فمعنى ذلك أنه لا يوجد لديك مكافحة فساد، ولن تنجح مهما عملت. أنا أؤكد لك أنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد. أي أحد تتوافر عليه الأدلة الكافية سيحاسب» قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وهذا الصدى الجميل يرتد لأرض الواقع بوضوح وعزم وصرامة..
لذا أقسم تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة والمستشار بالديوان الملكي على محاسبة المخطئ، وعدم نجاة كل ما طالتهم أي شبهات مهما كان منصبه.. وهو وعد مهم، لكن الأهم، والذي يهمني ويهمكم أكثر، أنه صدر من تاريخ تعيينه حتى الآن 30 قرارًا في سابقة مثيرة ولافتة، وتبشر بكل الخير.
فالقصة الآن ليست فقط مواجهة للفساد وشبهاته، لكننا أمام هيكلة أشمل للجهاز التنفيذي الحكومي. والحديث الآن عن الرياضة السعودية، وما يحدث فيها من تغييرات واسعة في الأشخاص والكيانات، والهدف الرئيسي دائمًا وضع أفضل ومستحق للرياضة السعودية، وبالطبع لكل البلاد.
القرارات الـ30 التي أصدرها حتى الآن رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة أعطت جرعة تفاؤل غير عادية في كل الوسط الرياضي، خاصة الأندية الشعبية التي لا تزال تعاني من جراء الإدارات السابقة.. بل أذهب أكثر إلى توجه البعض «لتفليس» الأندية، ووضعها تحت ديون ثقيلة لشرائها بأبخس الأثمان. وتلك قصة أخرى!
لكن أثق بأن رئيس هيئة الرياضة السعودية سيتصدى لهذا الاحتمال.. وسبق أن أقر تقديم إعانة مالية قدرها 10 ملايين لنادي الاتحاد، وإنهاء تكليف مجلس إدارة النادي، وتكليف رئيس جديد، وإنهاء تكليف مجلس إدارة نادي الرائد مثلاً.. وأثق بأنه يتابع الأندية الأخرى الغارقة في الفوضى والديون.
ثم أمامنا سرعة البت في قضايا، مثل قضية اللاعب عوض خميس، وإعادة فتح قضية انتقال اللاعب محمد العويس، وتحويلها إلى هيئة الرقابة والتحقيق.
ومن جانب آخر بالغ الأهمية يتم حصر المنشآت المتعثرة والمشاريع المتأخرة، إضافة إلى تشكيل لجنة للتحقيق في تسليم بعض المنشآت التي لم تكتمل أعمالها أصلاً..!
ثم البادرة الأجمل هي منح أبناء الشهداء بالتنسيق مع وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني بطاقة خاصة لدخول جميع المنشآت الرياضية وحضور مباريات كرة القدم. وأختم بمنح السعودي استحقاق مشاهدة مباريات فريقه المفضل مجانًا، وبلا تشفير، كما أمر ولي العهد، وجاء على الوعد مستشاره الأقرب.