جاسر عبدالعزيز الجاسر
أعطى الرئيس الأمريكي ترامب إشارة بدء الإجراءات الفعلية لمواجهة الإرهاب الإيراني الوجه الآخر للإرهاب الذي أوشك على القضاء عليه، إذ يلفظ تنظيم داعش الإرهابي أنفاسه الأخيرة في سوريا والعراق.
الرئيس الأمريكي ترامب وفي إعلان استراتيجية في مواجهة الإرهاب كان واضحا ومتوافقا مع المبادئ الأساسية التي يستند إليها الدستور الأمريكي وقريبا جدا من التمسك بالأخلاق في رفضه لأعمال ملالي التي فاقت في تجاوزاتها كل ما يمكن التصور سواء في قمعهم واضطهادهم للشعوب الإيرانية أو إيذاء وإرهاب الدول المجاورة وبالذات الدول العربية بل ونشر الفوضى والإرهاب في معظم دول العالم.
ترامب أصلح الفساد الذي أرساه الرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي أتاح لنظام ملالي إيران تنفيذ أجندتهم بنشر الإرهاب والفوضى في الدول المجاورة والدول الأخرى حتى البعيدة عن إيران جغرافيا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
ترامب ولكي يصلح ما أفسده أوباما ضمن استراتيجية في مواجهة إرهاب وانفلات نظام ملالي إيران، عمل على تحييد نفوذ ملالي إيران وخاصة في العراق وسوريا ولبنان وسعيهم المستمر للتدخل في شؤون اليمن والبحرين ودول الخليج العربية الأخرى والعمل وبصورة فجة على زعزعة الاستقرار في العديد من الدول وبالذات العربية لتوسيع نفوذها مستفيدة من نشر الفوضى والفتن الطائفية، ولهذا فإن الرئيس الأمريكي عمل ويعمل بجد لإعادة تنشيط تحالفات الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها من دول المنطقة التي أضعفها إن لم يلغها الرئيس السابق أوباما.
ولكي تكون المواجهة قوية وصادقة فكان لابد من تحديد أدوات الإرهاب الإيرانية ومواجهتها بعد تحديدها بصورة واضحة وهو ما فعله الرئيس ترامب الذي شخّص بلا لبْس ولا غموض الحرس الثوري الإيراني كمؤسسة عسكرية إرهابية تعمل على نشر الإرهاب والفوضى في الدول المجاورة من خلال عناصر مدربة ومشحونة طائفيا، وإنشاؤها مليشيات طائفية في دول عدة وتحويلها إلى أذرع إرهابية تنفّذ أجندت ملالي إيران، ولكي تتم مواجهة هذه المؤسسة الإرهابية والقضاء عليها فلابد من محاصرة ما يصلها من تحويل وأموال ودعم، وهو ما يعني مواجهة وإطباق الحصار على النظام الإيراني الذي وضع الاقتصاد الإيراني في خدمة الحرس الثوري الإيراني وتحويل عملياته الإرهابية.
هذه المواجهة التي أعطى إشارة بدء تفعيلها ضد النظام الإيراني وأدواته وأذرعته الإرهابية سواء الحرس الثوري أو الميليشيات الطائفية في لبنان وسوريا والعراق واليمن تتطلب حشدا دوليا تشارك فيه جميع الدول التي انحازت بعضها إلى ملالي إيران طمعاً في الحصول على عقود اقتصادية على حساب قوت الشعوب الإيرانية وأمن استقرار الدول المجاورة ومنها دول الخليج العربية.
وقد استجابت المملكة والدول العربية المتضررة من سياسات وأسلوب النظام الإيراني، فساندت دعوة ترامب وخاصة في حشد الأسرة الدولية لمواجهة إرهاب ملالي إيران ومليشياتهم الطائفية، فملالي إيران الذين استغلوا العائد الاقتصادي الذي حصلت عليه إيران بعد رفع العقوبات الاقتصادية بسبب إصرارها على التصنيع للأسلحة النووية في زعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب وتمويله في المنطقة وخاصة في تمويل حرب الحوثيين على الشعب اليمني وعلى المملكة العربية السعودية بتزويدهم بالأسلحة وخاصة الصواريخ البالستية التي يطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية.
ترامب اتخذ الإجراء السليم وعلى الآخرين وبالذات في أوروبا وبعض الدول العربية أن تجاريه في مواقفه الشجاعة وينزعوا الخوف ويبتعدوا عن المصالح الاقتصادية الضيقة انحيازا للسلام والاستقرار الدوليين.