د. ناهد باشطح
فاصلة:
(إن كل شيء هو كما نقدره)
- حكمة إيطالية -
نجوم ومشاهير اليوتيوب والسناب شات واهتمام الناس بهم ظاهرة تحتاج إلى فهم سيكولوجية جمهور شبكة الإنترنت الذي هو بلا شك مختلف عن جمهور الإعلام التقليدي، على الأقل في خاصية التواصل، حيث يفتقدها الإعلام التقليدي ويتميز بها الإعلام الاجتماعي.
مع أنني أذكر أن الصحف جميعها حين بدأ استخدام الإنترنت عام 2000م أوجدت خيار تعليق الجمهور على المواد المنشورة، خاصة مقالات الكتّاب، لكن كان من النادر أن يرد الكاتب على قرائه نظرًا لقناعة البعض أنه ليس من الضرورة أن يتفاعل الكاتب مع قرائه بهذه الصورة الإلكترونية ومازالوا يفعلون ذلك إلى اليوم في حساباتهم الشخصية في تويتر.
كانت جريدة الجزيرة أول صحيفة سعودية أسست موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وكانت جريدة الرياض أول من أسس نادي الكتّاب الإلكتروني عام 2003 الذي وقتها سبق مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر والفيس بوك، لكن التجربة لم تستمر بسبب محاذير الرقابة -آنذاك-.
اليوم وفي عصر الفضاء المفتوح أصبحت خاصية النقد والسخرية هي العامل الذي يرفع من مستوى متابعي الحسابات في برامج الإعلام الاجتماعي.
وصار بإمكان أي فرد لديه بعض مقومات الحديث للجمهور أن يؤسس له قناة في «يوتيوب» ينتقد ويسخر من مجتمعه ليجد عددًا كبيرًا من المتابعين وليلتّف المسوقون إلى أعداد متابعيه المرتفعة لاستثمار ذلك وحصد الأموال، مع أن خبراء الاتصال الرقمي واستراتيجيي الإعلام الاجتماعي يؤكدون أن نجاح الحساب عبر فضاء الإعلام الاجتماعي الجديد يبرز من خلال التأثير الإيجابي والتغيير نحو الأفضل فيمن يرتادون قنوات التواصل الاجتماعي وليس بكثرة عدد المتابعين فقط.
لذلك من المهم أن نعتمد على المقاييس العلمية في تحديد عملية التأثير مثلما تحدثت عنها Courtney Seiter في مقالتها Key Social Media Metrics, Defined وتحديدًا عن مؤشرات الأداء الرئيسية أو مقاييسها وهي متنوعة، بينما نحن ببساطة نطلق الحكم بالإيجابية لأن هذا الحساب أو تلك القناة في يوتيوب عدد المتابعين لها مرتفع، وهنا يكمن عدم فهمنا لعملية التأثير التي يمكن استثمارها في التغيير الإيجابي.