«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في العيد الماضي كان مقرراً أن يسافر أحد أقاربي إلى الخارج لاجراء عملية (ربط المعدة) نظراً لكونه بدأ يعاني مما سببته له السمنة من متاعب، وبات اي جهد يبذله يشعره بالتعب، بل إنه راح يشعر بتوقف مفاجئ لتنفسه خلال النوم. ولكن حصلت ظروف قاهرة جعلته يقوم بتأجيل سفره إلى موعد آخر، لكنه خلال الأيام الماضية علم بأن أحد المستشفيات الخاصة والشهيرة بالاحساء بدأ في استقطاب العديد من الاطباء والاستشاريين السعوديين للعمل ضمن فريقه الطبي، فقرر ان يجري العملية في هذا المستشفى، وهذا ما حصل بالفعل، وعندما زرته للاطمئنان عليه وتهنئته بنجاح العملية قال لي باسما: الحمد لله انني اجريت العملية هنا، بل انني جدا فخور بأن الذي اجرى العملية هو ايضا من ابناء الوطن، بل انه من هنا من الاحساء.. ورحنا نتحدث عن انجازات الوطن في المجال الطبي وكيف اصبح من شباب الوطن وشاباته استشاريون وعلماء طب وجراحو القلب المفتوح والجراحات الدقيقة التي لا يستطيع عليها الا من لديه خبرة وتميز ودقة في هذا المجال، لذلك تفوقت المملكة على مستوى دول العالم في اجراء عمليات فصل التوائم.. وبما ان الحديث في البداية كان عن عملية «ربط أو تكميم المعدة» فأحببت ان تكون هذه الاطلالة لهذا اليوم عن هذه العملية، والتي باتت تجرى بكثرة وفي مختلف مناطق ومحافظات المملكة، سواء كان ذلك في المستشفيات الحكومية او الخاصة. مع قيام بعض المستشفيات الخاصة بتقديم عروض تنافسية بل بعض المستشفيات ينتهز المناسبات الوطنية الهامة بعمل تخفيض كبير.
وحسب ما يذكره الاستشاريون المتخصصون في عمليات «ربط المعدة» فإن العملية عادة لا يمكن اجراؤها الا لمن لا تقل كتلة الجسم عن 40 وهي نسبة الوزن بالكيلو غرام إلى مربع الطول بالمتر، وهذا يعني أن العملية الجراحية لربط المعدة يجب ألا تُجرى إلا لمن يُعانون سمنة مفرطة تنذر بمضاعفات خطيرة مثل السكري والضغط وأمراض القلب والتوقف المفاجئ للتنفس أثناء النوم. إضافة إلى كون المريض قد استنفد كافة السبل المؤدية إلى انقاص الوزن بالطرق الأخرى مثل الريجيم الغذائي والرياضة وغيرهما.
وبفضل الله ومع انتشار الخدمات الطبية والعلاجية في بلادنا بل ومع وجود مستشفيات متقدمة في خدماتها وما حققته من نجاحات جعل كثيرين من المرضى من الدول المجاورة وحتى البعيدة يأتون للمملكة لاجراء العمليات الجراحية الدقيقة، وجميعنا يعلم كم عملية أجريت لضيوف الرحمن وحتى المعتمرين خلال وجودهم في ربوع الوطن. ومن هنا ومع التطور الطبي أصبحت عملية «الربط او التكميم» وفي هذا الوقت الحالي أكثر انتشاراً وأقل خطورة، وتتطلب في أغلب الأحيان ساعة واحدة من التخدير العام وليلة واحدة في المستشفى. حيث يتم تركيب الحزام من خلال فتحتات صغيرة بالمنظار الجراحي، ولا يتفاعل الحزام مع الجسم ويوضع الحزام حول أعلى جزء من المعدة ليحولها إلى شكل الساعة الرملية بمعدة صغيرة (جيب صغير) أعلى الحزام، وبالتالي فمن الممكن الرجوع فيها، وإزالة الحزام. هذا ويستطيع الطبيب بعد العملية أن يتحكم بمقدار الطعام الذي يمر عبر الجزء العلوي المتصل بالمعدة والجزء المتبقي منها، وذلك حسب كمية الوزن المراد تخفيضه من قبل المريض، حيث إن الجزء العلوي من المعدة يتطلب كمية قليلة من الطعام مما يعطي شعوراً فورياً بالشبع يمنع المريض من تناول المزيد من الطعام، حسب ما تشير اليه المعلومات والمراجع الطبية المختلفة.
وتهانينا القلبية لمن اجريت له مثل هذه العملية في بلادنا الحبيبة.