سعد الدوسري
لم تستطع البنوك السعودية أن تكسب رضا العميل المحلي بالدرجة التي يأملها أو يتمناها، سواء من ناحية إدارة الحسابات أو من ناحية عمليات الإقراض. العملاء دومًا يتذمرون من البنوك. هذا الأمر ليس مقتصرًا على المملكة، ولكن التذمر من بنوكنا بازدياد؛ فهي لا تضع العملاء في أول اهتماماتها، على الرغم من وجود جهة مراقبة مثل مؤسسة النقد، التي يفترض أن تكون حارسًا للأنظمة الحكومية المالية وللعملاء في الوقت نفسه، وبالدرجة نفسها. لكن هذا لا يحدث في الغالب؛ فمعظم البنوك تضع الأرباح على رأس قائمة مهامها، دون الالتفات لرضا العميل، وبخاصة العميل الذي لا يرابح ولا يضارب بحسابه، إنما يودعه بلا فوائد حتى!
إن ما يتوارد من أخبار عن تجاوزات مالية في أحد البنوك منشؤه الأساس هو تخاذل مؤسسة النقد في تعاملها مع هذه المؤسسات المالية الرابحة دومًا، وبنِسَب عالية جدًّا، وإلا كيف نفسِّر أن تقوم المؤسسة الأمنية باكتشاف تجاوزات مالية مليارية في بنوكنا، دون أن ينتبه للأمر أحد من المعنيين، لا داخل البنك، ولا خارجه؟! ولعل مثل هذه التجارب تضغط على الأنظمة الرقابية؛ لكي تكون أكثر حزمًا، وتضغط أيضًا على الأنظمة الجزائية؛ لتضع عقوبات حقيقية وصارمة وتشهيرية، تقطع دابر تلك التجاوزات المتكررة.