محمد بن علي الشهري
معلوم أن بين الهلال وبلوغ النهائي الآسيوي هي مباراة الرد أمام نظيره بيروزي الإيراني المقرر لها بعد غد الثلاثاء على أرض الأشقاء في عمان (إن شاء الله).
ولكن، وبما أن لكرة القدم نواميسها وحساباتها الخاصة التي تختلف تماماً عن أية حسابات أخرى، وبالتالي ضرورة أخذها بالحسبان، وبما أن الذاكرة تحتفظ بالعديد من الوقائع التي لن تغيب حتماً عن فطنة الهلاليين، لعل أقربها إلى الأذهان أحداث مباراة (نيشيمورا) التي جرى أمر تحديد وجهتها مسبقاً من خارج المستطيل الأخضر، كذلك أحداث لقائي الذهاب والإياب الأخيرين بين شنغهاي وغوانزو الصينيين، كدروس وعِبر.
المحاذير
لنتفق جميعاً على أن نتيجة لقاء الذهاب كانت مريحة، كمحصلة تهديفية، وأن ما زاد من عوامل الارتياح هو أن الفريق المنافس لم يتمكن من التسجيل في مرمانا.. وبناءً عليه نتفق جميعاً على تعدد الفرص الهلالية للعبور إلى النهائي، ولكن هذا لا يعني أن الأمور قد حُسمت طالما أن احتمالات انقلاب الموازين قائمة ومتاحة، ولا سيما في حال الركون الكامل إلى مجمل تلك المعطيات دون حذر، ودون بذل المزيد من الجهد والعرق لتعزيزها ودعمها.
ذلك أن الفريق الإيراني لم يعد لديه ما يخسره، وبالتالي فهو سيلقي بكل ثقله في المباراة من قبيل (لعل وعسى)، وقد يصاحب ذلك حالات من (الخبث) فضلاً عن تعمّد الإيذاءات أو ممارسة الاستفزازات في سبيل الاستفادة من ردات الفعل كالطرد (لا قدر الله).. وهنا يأتي دور التهيئة النفسية المسبقة والتحسب لمثل هذه الأساليب الحقيرة التي عادة ما يكون دافعها اليأس والإحباط.
المطلوب
إضافة إلى ما سبق من المحاذير التي يجب وضعها بعين الاعتبار من لدن الهلاليين، تظل هناك عدة أمور لا أخالها تغيب عن حصافتهم أهمها: اعتبار مباراة الثلاثاء هي المباراة الوحيدة الموصلة إلى النهائي، وأن ما سبقها من مباريات يمكن أن تتبخر وتصبح غير ذات قيمة وذلك في حال الركون إلى نتائجها أو إلى الترشيحات المضللة.. لهذا لا بد من الجديّة الكاملة، ولا بد من اللعب بتوازن صارم مدعم بالكثير من التركيز العالي سواء دفاعاً أو هجوماً، مع الحذر من ارتكاب بعض الأخطاء (البليدة) في مواقع خطرة من الملعب قد تكلف الفريق ثمناً غالياً.
الخلاصة: مباراة الذهاب ذهبت بمعطياتها وتفاصيلها.. وهذه مباراة أخرى بمعطيات وتفاصيل أخرى مختلفة.. بالتوفيق إن شاء الله.