سلطان المهوس
كنت أجهز مقال هذا الأسبوع عن الاتحاد الأسترالي الذي تورط الآسيويون عام 2007م بإدخاله بقارّتهم وكيفية التعامل معه، لاسيما وأنّ الدلائل أثبتت أنه عضو لا تشعر بانتمائه الآسيوي، ناهيك عن تسببه بمتاعب «جغرافية» لا تطاق..!!
الأحداث المتوالية داخلياً تجعلك تؤجل موضوع الأستراليين وتتجه إلى الداخل لتتفحص عبر النظر من أعلى خارطة التغييرات واتجاهاتها لتفهم - على الأقل - ماذا يحدث ؟؟
أولمبياً كانت القرارات الأخيرة منصفة ومريحة لاسيما وأنها أزاحت مرحلة - كتبت عنها كثيراً - سلبية طغى عليها الارتجال، وتسبب بتمزيق وحدة الاتحادات الرياضية وبخلق بيئة ضعيفة وروح كسيرة للعمل، فعودة أبناء اللعبة لقيادة العمل الميداني والاستغناء عن المتسلطين على الاتحادات ومنظّري الورق، يمثل خطوة للأمام وسيكون الرهان على مراقبة نجاحاتها ودقة محاسبتها على أرض الواقع، وإلا سنعيد إضاعة الوقت والجهد والمال..!!
في اتحاد القدم - الأشهر - تبدو الصورة محزنة فأنت لا ترى سوى اتحاد ضعيف جداً يسير بارتعاش وقلق، والقوة التي ظهرت بالقرارات الصادرة خرجت بمساندة المستشار تركي آل الشيخ قائد هيئة الرياضة، ودعمه وتوجيهه بتطبيق العدالة الفورية، مما يثبت أن عادل عزت يقود كتيبة مستسلمة وأجزم أن قضية عوض خميس - وحدها - كافية لإثبات أن اتحاد القدم الموقر ضعيف ولا يملك أي قرار قوي، فقد ضحى برجالات بلجنة الاحتراف وحق النظام فقط لأنه مرتعش وقلق وجبان..!!
شبهة فساد , تزوير, مخالفات مالية, مخالفات إدارية, اعترافات بصمنجية, تتوالى بشكل معلن لتنظيف اتحاد القدم العاجز عن تنظيف نفسه مثبتاً عجزه وضعفه، لدرجة أن لجنة القيم والأخلاق المسؤولة عن قضايا أعضائه - لا يوجد لها رئيس بحسب موقع الاتحاد على الإنترنت - غائبة عن دورها، الأمر الذي جعل من هيئة الرياضة الوصي الشرعي على هذا الاتحاد العاجز عن البت بربع قضية، ويكفي أنه هدد وتوعّد الاتحاد السابق بقضية المديونيات ثم عاد ليوقع مخالصة نهائية، مثبتاً أنه أضعف مما يتصوره أي متابع..!!
السلبية في الأحداث هي أن سمعة الرياضة السعودية، وعلى الأخص كرة القدم السعودية، تبدو في الطريق القاري والدولي لتكون سلبية، بعد أن طارت مفردات الرشاوي والفساد والإيقاف والتحويل للجهات المعنية في الآفاق، وإن كان لي من مقترح ونحن ذاهبون إلى كأس العالم بروسيا، فهو العمل بصمت وحزم، حيث سيكون رائعاً لنا على الصعيد الإعلامي الخارجي، لاسيما وأن هناك قضايا لم يبت فيها نهائياً والمتهم بريء حتى تثبت إدانته نهائياً ..!!
وكما أن تنظيف الفساد جيد ومطلوب ولا يحاربه إلا فاسد، فإن الأجود هو اتباع الطرق الجيدة لفعل ذلك، ولعل التشهير قبل الإدانة النهائية لا يخدم الموقف الحازم، مع إيماننا الكامل أن هيئة الرياضة لن تظلم أحداً - بإذن الله - وخطواتها ودعمها واضح وجلي، لكننا نريد أن نقوي اتحاداتنا كلها ونجعل من لجانها القضائية قادرة على تحمل مسؤولياتها واستقلاليتها النظامية، ويكفي أن ضعف اتحاد القدم سابقاً وحالياً، هو سبب كل الكوارث التي أزكمت أنوفنا بل تهدد سمعتنا قارياً بسبب توالي القضايا ..!!
ماذا لو غاب «آل الشيخ»؟؟
هل ستعود الأمور لما كانت عليه ؟؟
القوة التي تتعامل معها هيئة الرياضة قرعت جرساً رهيباً، والرهان على تأسيس أجراس بكل مكان رياضي لا ترتبط بالمرحلة بل تكون أبدية، فقد مللنا من إمبراطورية السلطة الواحدة، وأجزم أن معالي تركي آل الشيخ بحماسه وثقته وقوة حضوره المتوازن بين الدعم والمحاسبة والتزامه الوطني البارز، سيولي جانب السلطات والاستقلالية والاعتماد على النظام، أهمية قصوى لكي يكتب اسمه كبانٍ حقيقي للعهد الرياضي السعودي الجديد، عبر تكوين جيل مسؤول ومدرك للنزاهة والعدالة الرياضية التي خدشها - البعض -، ولا تعني أبداً الإسقاط على من خدموا رياضتنا بكل نزاهة وإخلاص .
نحن على المحك ولكي نكون أكثر أماناً، علينا أن نكون أكثر دقة وإن كانت القرارات الأخيرة قد أوصلت الرسالة لمن يعنيهم الأمر، فأتمنى أن نبدأ بالتفكير بإيجابية العمل الصامت، حرصاً على الوجه الخارجي لرياضتنا فارتفاع نسبة القرارات ذات القضايا المثيرة، يعني انهياراً بثقة المؤسسات القارية والدولية بكوادرنا وحكامنا وخطواتنا، وهو ما يجب أن نحسب حسابه جيداً ..
أدرك أن الجراح - أحياناً - يختار العلاج بالبتر النهائي لوقف المرض وإنقاذ المريض، وهو ما يفعله معالي المستشار بكل قوة، لكن علينا أن نهتم كثيرًا بالأعراض الجانبية، ودورنا النظيف أن نمد يدنا للمسؤول القوي بالرأي والاقتراح والمساندة فالهدف واحد لنا جميعاً ..
الفساد بكل مؤسسة رياضية بالعالم موجود ومزمن، وطرق العلاج تختلف من مؤسسة لأخرى .. ما يجب علينا أن نختار العلاج المناسب والتحدي أن نتجنب الأعراض ..!!
مهمة وطنية كبيرة لمعالي المستشار تركي آل الشيخ نسأل الله له التوفيق والسداد فقد حظي بثقة مليكه وولي العهد وهي ثقة غالية جداً.