عبدالله العجلان
أي متابع رياضي يلحظ بوضوح حجم التحولات التنظيمية المتسارعة في المنظومة الرياضية، وتحديدًا في كرة القدم، التي يقودها بحزم ونشاط ومسؤولية وحيوية، وخلال فترة زمنية وجيزة، معالي رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ. هي بالتأكيد لإنعاش وتطوير الرياضة السعودية عن طريق تصحيح بعض الممارسات وأسلوب عمل اتحاد القدم ولجانه ومنسوبيه. وبالطبع لا بد أن تسفر هذه الغربلة عن قرارات صارمة، وبخاصة في التجاوزات الإدارية والمالية، وتلك التي تستفيد منها أطراف على حساب أخرى.
ولأن الأمر كما ذكرت أصبح متسارعًا، وعلى غير ما اعتاده الوسط الرياضي، فإن التعامل الإعلامي والجماهيري وحتى من قِبل اتحاد الكرة مع ما يجري لم يرتقِ إلى المستوى الذي يزيد من فاعلية وفائدة قرارات التغيير، بل في مواقف كثيرة أساء إليها بالمبالغة في وصفها والاحتفاء بها حينًا، وبالتطاول والتجريح والإهانة لشخصيات خدمت الرياضة كثيرًا أحيانًا، مثلما سمعنا من اتهامها بالتزوير والفساد قبل التحقيق معها وإعطائها حقها المشروع في سماع أقوالها والدفاع عن نفسها. الأسوأ من هذا أن هناك تباينًا في تسمية أخطاء المسؤولين في لجان الاتحاد؛ ففي الوقت الذي يسمي فيه اتحاد الكرة ومعه الكثير من البرامج والإعلاميين سبب إبعاد البرقان بشبهة فساد نجده يصف عزل خالد شكري عن غرفة فض المنازعات ومحمد سعد بخيت بوجود مخالفات عليهما، إضافة إلى كشف أخطاء البرقان بكامل تفاصيلها، بينما تكتم على التجاوزات المالية والإدارية لشكري وبخيت.
مطلوب من اتحاد الكرة ومن بعض الإعلاميين والبرامج التلفزيونية مسايرة هذا التغيير بلغة مقنعة ومنصفة وصادقة، بل مؤدبة تحترم خدمات وتضحيات أشخاص لهم قيمتهم وخدماتهم، وقبل ذلك تحفظ لرياضة الوطن سمعتها خارجيًّا، وبالذات في الاتحادات والمؤسسات القارية والدولية.
المنتخب لا يبرر التخبط!
أكثر ما يعيق الاحتراف، ويؤثر على سلامة وحتى استثمار وتسويق المسابقات الكروية، هو عدم الوضوح وغياب المنهجية في برمجة وروزنامة البطولات المحلية، وهذا - للأسف - ما رأيناه في إلغاء بطولة السوبر هذا العام على كأس سمو ولي العهد؛ فبعد إقرارها وتغيير اسمها مؤخرًا، وقبل هذا تأجيلها وتغيير مكان إقامتها؛ لتكون في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يأتي قرار الإلغاء ليكشف حجم تخبط اتحاد الكرة في طريقة صياغة وتنظيم ورسم خطط وبرامج البطولات، التي تمثل العنصر القوي والفاعل للكرة السعودية.
الغريب في الموضوع أن سبب الإلغاء يعود لبرنامج إعداد المنتخب لنهائيات كأس العالم. تخيلوا مباراة واحدة (تحوس) تحضير المنتخب لبطولة سوف تقام بعد 8 أشهر؟! الأغرب أن اتحاد الكرة لم يضع حلولاً أو تعويضات مالية أو خلافها للفريقين المتضررين من الإلغاء (الهلال والاتحاد)، كما لم ينظر للآثار السلبية فيما يتعلق بتسويق منتجاته، على اعتبار أن أي شركة لن تثق ولن تغامر بأموالها في استثمار غير مأمون وغير واضح في آلية وتوقيت وضمان تنفيذه..!
نعم لتحضير الأخضر بصورة تنعكس إيجابيًّا فيما بعد على مشاركته في النهائيات، ولكن ليس بتصرفات عشوائية كهذه، ضررها على الأندية والمسابقات والجماهير وعلى المنتخب نفسه أكثر من نفعها.
نادي الأبطال في حائل
سعدت وتشرفت الأسبوع الماضي بالحضور والمشاركة في الحفل التكريمي الذي أقامه نادي ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة حائل للداعمين ولأعضاء النادي السابقين، وكذلك الاحتفاء بأبطال النادي الذين ساهموا في تحقيق منجزاته التي جعلته من أبرز وأميز أندية المملكة في مختلف الألعاب؛ إذ حصل نجومه على 21 ميدالية ذهبية، ومثلها فضية، إضافة لصعود فريق الطائرة لدوري الدرجة الأولى.
سعادتي زادت بعد مشاهدتي الأبطال وهم يتقلدون ميدالياتهم وهم في قمة الفرح والبهجة والاستعداد لحصد المزيد من الإنجازات. لم تمنعهم إعاقتهم ليس فقط من ممارسة أنواع الألعاب وإنما مزاولتها بتألق وتفوق ومقدرة على المنافسة بشكل يجسد مدى عزيمتهم وإصرارهم وقوة إرادتهم.. والأهم من ذلك يؤكد على أرض الواقع قيمة وأهمية وفائدة هذه الأندية، ودورها الإنساني والنفسي والاجتماعي وأيضًا العلاجي خدمة وتحفيزًا لهذه الفئة الغالية.
شكرًا لجهود رئيس النادي الخبير عبدالسلام العامر، ولنائبه الباذل المعطاء خالد اليحيا، وللمدير العام النشط مشعل السويطي. شكرًا للأبطال، ولكل من دعم النادي ماديًّا ومعنويًّا.