يقع هذا الكتاب الذي ألفه الدكتور فائز بن موسى البدراني الحربي في 244 صفحة من القياس المتوسط، يحتوي على إهداء، قائمة بالمحتويات، ومقدمة، وملحق بالصور والوثائق.
في مقدمة الكتاب بين المؤلف أنه جمع مادة الكتاب بناءً على ما ارتأه ثلة من طلبة المعهد العلمي بعنيزة، وهم الدفعة المتخرجة عام 1395- 1396هـ (1975- 1976م). لتسجيل شيئاً مما أخذته الذاكرة عن أيام دراسته في المعهد خلال ست سنوات، وكأنهم بذلك يردون جزءاً من جميل أهلهم وأساتذتهم في المعهد ليبقى هذا الكتاب سجلاً وثائقياً عن تلك الفترة، كما بين المؤلف في مقدمته أن الكتاب قسم إلى خمسة أقسام وسوف نتكلم عن كل قسم لاحقاً.
في القسم الأول تكلم الباحث عن نبذة عن المعهد العلمي بعنيزة، وبين أن هذا المعهد تم افتتاحه في عنيزة في 28-4-1373هـ، وهو ثاني معهد علمي في المملكة العربية السعودية وبعده بشهرين افتتح المعهد العلمي في بريدة، وقد كان عدد الطلاب عندما افتتح 117طالباً منهم 55 طالباً في المرحلة الثانوية، و62 في المرحلة المتوسطة، وبلغ عدد طلاب الدفعة الأولى 1377هـ 18طالباً.
وفي السنوات الأولى كانت تدرس في المعهد العلوم الشرعية والعلوم العربية بشكل مكثف، ويدرس فيه العلوم الاجتماعية التاريخ، والجغرافية، والرياضيات، والحساب، ثم أضيف فيما بعد اللغة الإنكليزية، أما مدة الدراسة فيه فكانت خمس سنوات.
قُسم بعدها المعهد إلى مرحلتين متوسط ثلاث سنوات، وثانوي ثلاث سنوات، والمعهد يتبع إدارياً جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان يقع في مبنى قديم في حي الشريمية بعنيزة، ثم انتقل عام 1400هـ إلى مبناه الجديد في منطقة الدوائر الحكومية، ويحوي ستة عشر فصلاً، ويوجد به مكتبة تحوي أكثر من خمسة آلاف كتاب في مختلف العلوم، كما بين المؤلف أسماء من تولوا إدارة المعهد منذ نشأته حتى عام 1433هـ.
في القسم الثاني من الكتاب تناول المؤلف الحديث عن هيئة التدريس في المعهد، وقد حاول مشكوراً ذكر سيرة كل عضو من أعضاء هيئة التدريس السعوديين وغيرهم، وذكر فضائلهم ومناقبهم، وما تميزوا به من العلوم والمعارف.
في القسم الثالث كان حديث الباحث عن أسماء الطلاب المتخرجين في دفعات الدراسة للأعوام 1394هـ، و1395هـ، و1396هـ، و1397هـ، و1398هـ. كما ذكر أسماء من غادروا المعهد خلال تلك الفترة.
وفي القسم الرابع فكان الحديث عن سِيَر ذاتية لدفعة 1395هـ/1396هـ، وكان لكل طالب حرية كتابة سيرته الخاصة.
أما الحديث في القسم الخامس فكان عن ذكريات ومواقف سجلت خلال مدة أيام الدراسة، كما تضمنت هذه الذكريات بعض من قصاصات لمقالات أو معلومات سبق ونشرت عن المعهد. ومن الطبيعي أن يعاني الباحث الكثير من الصعوبات في الحصول على مادة الكتاب، وصوره وتجميعها، والكتاب عندما نرى أنه ذكريات ومواقف وليس كتاب تاريخ ولا دراسة اجتماعية فإنه يثير حفيظة الباحثين والمؤرخين لدراسة تلك الحقبة المهمة في تاريخ المعهد خاصة والتعليم في المملكة العربية السعودية عامة، وليوضح للأجيال القادمة صعوبة التعليم ومشقته في تلك الحقبة وتميز طالبيه.
وبصفة عامة الكتاب جميل جداً، وأسلوب الباحث فيه بسيط وسهل، ويضم ذكريات وسير ذاتية يستمتع القارئ بها ويحتفي بقراءتها، ومن أبرز الملاحظات البسيطة جداً والتي لا تؤثر على منهجية الكتاب هناك مقدمة للكتاب ولا يوجد خاتمة، وأغلب التواريخ الميلادية لم تكتب، كما أن هناك بعض الشخصيات تم الحديث عنها بدون صور أسوة بغيرها.
يعكس الكتاب حقبة زمنية كان يعيشها الفرد السعودي وبالذات عنيزة في تلك الفترة، وبالإمكان الاستفادة منها كمحور للدراسة عن التعليم في المملكة ومنطقة عنيزة خاصة، كما يعكس الكتاب بدايات استخدام السيارة في تلك الفترة الزمنية وبساطة سيرها، والأهم من ذلك أنه يعكس المستوى العلمي في عنيزة في تلك الحقبة الزمنية، ويقدم للباحث فرصة دراسة تلك الحقبة الزمنية وسير طلابها بشيء من الإسهاب.
** **
د. مريم بنت خلف العتيبي - جامعة الأمير سطام