يمر تاجر البصرة من حجر اليمامة بأكمتي المديدان المسمّاة لدى الأهالي حالياً بـ(الدغم)، ويشرب من آبارها التي اخترنا أنها (الفهادي) ويواصل مسيره.. فأين يتجه بعد ذلك وإلى أين يمضي؟
يجيب على ذلك الأصفهاني في كتابه بلاد العرب فيقول ص305: (ثم تنهض من ثنية الجرداء فتصير في قاع يقال له «الراح» فإذا جزته وقعت في العرمة) وقد سبق لصاحب بلاد العرب - قبلا - في سياق تعديده لرياض السلي إيراد روضة الجرداء حين قال ص 304: (ومن وراء الطنب روضة يقال لها الجرداء وهي تشرب من وادي جراف يفضي فيها ذو جراف)، وهذا يعني أنّ ثنية الجرداء تنهض من هذه الروضة التي تبدأ من نهية (مفيض) وادي ذو جراف المسمّى حالياً أبا الجرفان، وتمتــد شرقاً إلى أن تنهض أي ترقى إلى قاع الراح كما سأبين لاحقاً -إن شاء الله-، واسم الجرداء ينطبـق على الجنادرية في الموقع والسمت بل في النطق أيضاً مع تقديم وتأخير في الأحرف.
فأين هذا القاع الذي إذا نهض إليه أفضى إلى ما يليه كما عبّر صاحب كتاب بلاد العرب حين قال: فإذا جزته وقعت في العرمة وماذا قال الأقدمون بشأنه؟.
قال نصر السكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ج1 ً523: (راح: قاع في طريق اليمامة إلى البصرة بين بنبان والجرباء، والجرباء: ماء لبني سعد بن زيد مناة)، وقد أورد ياقوت هذا ولم يزد سوى كلمة (ابن تميم) في كتابه معجم البلدان. وهذا القاع بوصفه وموقعه ينطبق على ما يسمّى حالياّ (الطراق) الذي يؤدي بعد اجتيازه إلى العرمة كما وصفه صاحب كتاب بلاد العرب.
** **
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب