محمد آل الشيخ
الإيرانيون كذبوا الكذبة وعادوا فصدقوها؛ يدّعون أنهم قوة إقليمية ضاربة، وهم يتحاشون أية مواجهة مباشرة مع مناوئيهم، بعد أن لقنهم العراقيون في عهد صدام هزيمة قاسية، تجرّع بسببها إمامهم الخميني الهزيمة راغما، وكأنه - كما وصف نفسه - يتجرع السم، ثم هلك بعدها بسنتين.
صرح أحد جنرالات الحرس الثوري الإيرني، قبل قرابة أسبوع مضى، موجها كلامه إلى الولايات المتحدة: إذا صنّفت الولايات المتحدة (الحرس الثوري الإيراني) كحركة إرهابية، فسيُعامل الإيرانيون الأمريكيين كما يعاملون (داعش)، وكأنَّ الفرس الإيرانيون هم من هزموا داعش وطردوها من العراق وسوريا، وليس العراقيين بدعم من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. داعش لو تركها العالم، ولم يواجهها بقواته المشتركة، وبالذات الجوية، لاقتحمت بغداد، ومن ثم طهران، وأخيرا قم، مثل ما اقتحمت الموصل وما حولها في أيام. فقوة إيران العسكرية مجرد نمر من ورق، لا تملك إلا ميليشيات من المرتزقة، و صواريخ بدائية، تصنعها إيران بتقنية كورية شمالية، قديمة، وقدرتها على إصابة الاهداف متدنية، ولا يمكن إطلاقاً أن تواجه داعش واستماتة مقاتليها وإقدامهم المتهور؛ بل إن داعش ومعها جبهة النصرة، كادت أن تقتحم دمشق، وتهزم جيش الأسد وميليشات إيران وحزب الله، لولا أن تدخلت القوات الجوية الروسية وأنقذتهم من هزيمة مؤكدة؛ بمعنى آخر فإن إيران وميلشياتها، كادت أن تسحقها عصابات داعش في سوريا أيضا، فكيف لها أن تقف ولو لدقائق في وجه أقوى قوة عرفها التاريخ على وجه الأرض وهي الولايات المتحدة. غير أن الإيرانيين، ومثلهم الميليشات الشيعية، محترفون في تضخيم قيمتهم العسكرية، وفبركة انتصاراتهم، ونسبتها إلى أنفسهم، بينما هي بفعل دعم الآخرين، أما الحقيقة فهي لأسباب وبواعث أخرى. ولا أعتقد أن رئيساً أمريكياً بلغ من الضعف والهوان والتردد مثل ما بلغه الرئيس باراك أوباما، ففي تقديري أن ضعفه وخنوعه، بل وجبنه، وأصابعه المرتعشة حين يوقع على أي قرار قوي وحاسم، هو الذي خدع الإيرانيين، وغشهم، وجعلهم يعتقدون أنهم قوة إقليمية ضاربة، يُحسب لها ألف حساب، بينما هم مجرد ميليشات تتكون من عصابات غير محترفة، أفرادها مستأجرون ومرتزقة، يعرفون جيداً مفردات قاموس الإرهاب، أما مواجهة الجيوش المنظمة، فهم أعجز وأضعف من أن يقفوا أمامها ولو لساعات؛ يكفي أن تعرف أن كل الجيوش الإيرانية بمختلف تفرعاتها لا تمتلك أي طائرة حربية مقاتلة، اللهم إلا تلك الطائرات المسيرة - (الطائرات بدون طيار) - محلية الصنع، التي لا يمكن أن تشكل غطاء جويا في أي قتال مع جيوش محترفة.
والأهم من كل ما تقدم، أن الإيرانيين يبحثون عن أي مواجهة مع الخارج، ويضخمونها عن عمد، لصرف أنظار الإيرانيين عن فشلهم التنموي الذريع في الداخل؛ غير أن فشلهم التنموي يتفاقم، وانعكاساته تتعاظم يوماً بعد يوم، ولا يمكن أن تبقى الشعوب الإيرانية مخدوعة بحكاية تصدير الفشل في الداخل باختلاق عدو في الخارج.
إلى اللقاء.