صدر مؤخراً كتاب جديد للكاتب الصحفي وأستاذ الصحافة المشارك بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور محمد علي القعاري تحت عنوان «الكتابة للصحف والمواقع الإلكترونية» وهو نتاج نمط فكري استخدمه الكاتب في معالجة الخبر الصحفي من وجهة نظر شخصية، وخلاصة خبرة صحفية في مجال العمل الصحفي تجاوزت 30 عاماً.
ويتوزع الكتاب على أقسام رئيسية يضم كل منها فصولاً وأقساماً فرعية، حيث أفرد الكتاب حيزاً كبيراً للتطبيق العملي في محاوره وتقسيماته الرئيسية، واحتوى الفصل الأول: «الخبر الصحفي» على ماهية الخبر الصحفي، وأنواعه، ومصادره، فيما احتوى الفصل الثاني: «انتقاء الأخبار» على القيم الأخبارية، وصفات الخبر، وعناصر التحقق من المعلومات، والفصل الثالث: «كتابة الأخبار» على قسمين هما «القوالب الكلاسيكية التقليدية في كتابة الأخبار، والقوالب الحديثة في كتابة الأخبار، بينما احتوى الفصل الرابع: «تحرير الأخبار» على تحرير مكونات الخبر الصحفي، مثل: العنوان، والمصادر، والمقدمات، وجسم الخبر، وخاتمته، بتطبيقات عملية متعددة ومتنوعة، والفصل الخامس: «تحرير الأخبار في الصحافة الإلكترونية» على نشأة وتطور الصحافة الإلكترونية، وقوالب كتابة الخبر الإلكتروني، وكيفية تحريره، فيما تضمن الفصل السادس: «الجسور اللغوية في كتابة الأخبار» الأفعال المستخدمة في الكتابة الصحفية، مثل: أدوات الربط، وعلامات الترقيم، والأخطاء الشائعة في الكتابة الصحفية، وكيفية الحد منها.
ومن أجواء الكتاب»عملية التحرير التي يقوم بها المحرر الصحفي بالصياغة أو الكتابة ثم التحرير والمعالجة عملية معقدة ومتداخلة عند تحويل الوقائع والأحداث والآراء والأفكار من التصور الذهني إلى لغة بسيطة مكتوبة بحيث تكون مفهومة من قبل القارئ العادي، وبالتالي إذا كانت الكتابة الصحفية تهدف إلى إعطاء القارئ أفكاراً أو معلومات لم تكن له علم بها من قبل، وإذا لم يكن بوسع القارئ أن يفهم مضمون ما يكتبه الصحفي، فمعنى ذلك أنه لم يحدث اتصال حقيقي بين الصحفي من جهة والقارئ من جهة أخرى».
ويرى الكاتب أن الصحافة المطبوعة ظلت لفترة طويلة تعتمد وما زالت على قوالب الكتابة التقليدية، مثل: قالب الهرم المقلوب، وقالب الهرم المقلوب المتدرج، وقالب الهرم المعتدل ومشتقاتها، ولكن مع تطور وسائل الاتصال الحديثة في الشبكة العنكبوتية كالمواقع، و الصحف الإلكترونية التي غيّرت بعض مفاهيم الاتصال وبعض مفاهيم التحرير الإعلامي فقد ظهرت عدة قوالب حديثة لكتابة الخبر التي دخلت عملية تحرير الأخبار ولم تلغ هذه القوالب التقليدية، بل هي عملية تطوير للقوالب التقليدية لتلافي الجمود والأخطاء التي كانت تعتريها، كما أنها تتداخل فيما بينها، حيث لا يوجد فواصل قاطعة بين قالب وآخر، لكنها أصبحت تتسم بالمرونة والحيوية عكس القوالب التقليدية التي تتسم بالتعقيد والجفاف وهو ما يحتم على الصحافة المطبوعة أن تأخذ بهذه الأساليب الجديدة ويمكن رصد العوامل التي ساهمت في ظهور أنماط جديدة في كتابة الأخبار الصحفية فيما يلي:
كما يرى أن القوالب التقليدية للتحرير الصحفي لم تعد تفي بحاجات القراء، ولا تواكب المستجدات المهمة في صناعة الصحافة، فقوالب مثل: الهرم المقلوب، والهرم المعتدل وغيرها أصبحت عاجزة عن استيعاب الكم الهائل من المعلومات التي تتوافر للصحفي حول موضوع معين، ولا ينتج عنها صحافة المعلومات التي تناسب عصر المعلومات.