سعد الدوسري
في الفترة التي تولى فيها الدكتور زياد الدريس، مهام المندوب الدائم لدى اليونسكو، تحققت بعض الإنجازات، وذلك لكونه متصلاً اتصالاً جذرياً مع الثقافة والإعلام. ومثل هذا النموذج هو ما سيحقق تواجدنا الحضاري في الخارج. لقد سجلتُ تحفظاتي مراراً وتكراراً على عمل بعض سفاراتنا في الخارج وكيف أنها لا تؤدي الدور المطلوب منها، في تحقيق التواصل بيننا وبين عواصم دول العالم. وهذا الكلام ينطبق حتى على فترة الدكتور زياد. صحيح أنه اجتهد، لكن المعوقات التي يواجهها هو وغيره من قبل المؤسسات البيروقراطية، ومن أصحاب الصورة النمطية المحافظة التي يتصور الكثيرون أنها من معوقات التواصل مع الآخر، لا بد أنها كسّرت الكثير من مجاديفهم.
كيف يمكن أن نصدّر التحول، ونصدّر رؤية 2030، ونحن لا نملك جنوداً حقيقيين في ساحة المؤسسات الثقافية الدولية؟!
تواجدنا في الخارج يجب أن يتم من خلال ماكينة إعلامية ثقافية احترافية. لن تصل تجربتنا التي حققناها طيلة العقود الماضية، من خلال رقصات شعبية فقط، بل عن طريق مؤسسات تعمل ليل نهار، على الاختيار والمراجعة والدراسة والترجمة لكل لغات العالم. تواجدنا سيتحقق من خلال لقاءات وزيارات متبادلة بين مبدعينا ومبدعي العالم كله، لكي يشاهدوا إبداعنا ونشاهد إبداعهم، لكي يحاورنا ونحاورهم.