عثمان أبوبكر مالي
طمأنينة كبيرة دخلت نفوس الرياضيين جميعًا، وفرحة كبيرة واسعة عمت قلوب جماهير الأندية الرياضية جميعها، وهم يستمعون لأحاديث معالي رئيس هيئة الرياضة، التي تتعلق بشؤون الأندية، وقضاياها الكبيرة، وملفاتها الساخنة، وأحداثها المتكررة، ووقائعها اللافتة، وضجيجها المتواصل، وعلاقاتها المتوترة، وتأثيراتها الممتدة.. وقد أمسك ببعضها، وتعامل معها بقوة وحزم، وأحالها إلى (هيئة الرقابة والتحقيق) لمعالجتها، والبقية في الطريق.
تأكيدات معالي المستشار أوضحت أن (العدل) سيسود التعامل مع كل الملفات التي يتم فتحها، والتجاوزات التي يتم الوصول إليها، والقضايا التي يتم التحقيق فيها، وأن الشمولية ستكون عنوان المرحلة في كل الموضوعات ومع كل الإدارات، وكل ما هو مطروح.. «لن يُظلم أحد» شعار عريض رفعه معالي الرئيس معاهدًا الجماهير بأن ينظر إلى الكل بنظرة واحدة، ويعتبر كل الألوان لونًا واحدًا، وكل قضية هي قضيته وقضية الهيئة، وسيقدم فيها مصلحة الوطن على كل شيء فيها.
الحمد لله.. زمن المداراة انتهى، وعصر الانتقائية ولى، وأصبحنا في زمن المساواة والوضوح والكشف والمواجهة دون مواربة، ودون تردد، ومن غير تلطيف أو مراعاة، وإنما مباشرة وتأكيد وصرامة وشفافية.. الكل سواسية، ولن نسمع أن هذه أندية بشوت وهذه أندية أقل؛ فلا مكان للتصنيف، ولا مجال للطبقية، لا تقليل ولا تصغير ولا تحريض ولا دمدمة، ولا مقولة (طبطب وليّس)، ولا مجال لحكم يعتمد قرار (كل واحد يصلح سيارته)!
والأمر لن يقف عند ذلك الحد، وإنما ـ وكما أكد (تركي آل الشيخ) بلغة جازمة ـ سيتجاوزه إلى الأمس؛ فالماضي سيكون له نصيب من الكشف والمعالجة و(التنظيف)، وقد قال حكمة بالغة (عندنا اللي فات.. ما مات).
فرح الجميع.. خاصة أولئك الذين عايشوا الأخطاء، وتلمسوا التجاوزات، وعانت أنديتهم من اللعب بمقدراتها، وممن رتعوا فيها فسادًا، وجاء الوقت لتقتص منهم يد العدالة (ولن ينجو أحد كائنًا من كان).
كلام مشفر
* العمل سيتم على مدار أربع وعشرين ساعة بلا توقف، وسبعة أيام بلا (ويكند).. سرعة إيقاع بالغة، يعمل بها رئيس هيئة الرياضة. ذلك واضح من الخطوات والتوجهات والقرارات، ومن المتابعة حتى في السفر.
* بعد أن كان التدخل في كثير من الأخطاء والتجاوزات والإهمال في الأندية والرياضة ولجانها لا يتم إلا بعد أن يصبح الحدث (رأيًا عامًّا) تحول المشهد تمامًا؛ فأصبحت الهيئة العامة بتدخلها المسبق والمباشر تحوِّل الحدث إلى (رأي عام).
* ذلك سيساهم في سرعة الإجراء والانتهاء من التحقيقات، وسيسهم في شمولية القرارات وإعلانها في وقتها.. والكل يتوقع وينتظر أن تكون قوية وشاملة ورادعة وعبرة لمن يعتبر.. إنه زمن (التنظيف).
* في بعض الهيئات الرياضية كانت بعض الملفات في السابق تقفل من غير نتيجة، وبعض القضايا تسجل ضد مجهول، وبعض (الهدر) المالي يتم التعامل معه بقرار (انسوا) وانظروا إلى الأمام، و(افتحوا) صفحة جديدة من أجل أن تصبح كل الأمور (زين).
* اليوم مع قرار (اللي فات.. ما مات) من الضروري فتح ملفات بعض الهيئات الرياضية المستقلة، وفي مقدمتها (هيئة دوري المحترفين)، وبشكل قرار (افتحوا صفحة جديدة)، وعلى الأندية التي عانت من ذلك أن تطالب بفتح الملف من أجل استعادة مالها (إنه زمن الحقوق).
* إلغاء مباراة بطولة كأس سمو ولي العهد بين الاتحاد والهلال قرار غير موفق من اتحاد الكرة السعودي؛ فالإلغاء يعني (حرمان) الرياضيين وجماهير الناديين من (اللقاء الرياضي المعتاد) بسمو ولي العهد - يحفظه الله - وهو لقاء (سنوي)، تسعد به الرياضة، ويبتهج به الشباب، ويحتفل الرياضيون جميعًا، وإلغاؤه من قِبل اتحاد الكرة (مفاجأة) غير سارة.
* المبررات التي قُدمت ليست (مقنعة) حتى إذا كانت صادرة من مدرب المنتخب (باوزا)؛ فقيمة اللقاء وأهميته ومكانته عند الجماهير كانت تستوجب التعامل بمرونة أكثر في روزنامة الموسم وبرنامج المنتخب من أجل إقامة اللقاء وليس إلغاءه.
* السبت القادم يقام لقاء ديربي جدة بين فريقَي الاتحاد والأهلي، ولأول مرة منذ سنوات لا يكون اللقاء حديث الجماهير الرياضية (جميعها)، ولا يكون منتظرًا، ويمكن التنبؤ مبكرًا بأحداثه ونتيجته وما سينتهي إليه.
* والسبب هو أنه سيكون (ديربي الأهلي.. وبقايا الاتحاد)؛ فالحالة التي وصل إليها الفريق الاتحادي من أداء ومستوى وتراجع تجعل اللقاء من (طرف واحد)، خاصة إذا تمسك مدربه (سييرا) بقناعاته العناصرية وطريقة لعبه التي لم تتغير، وأصبح يحفظها من لا يعرف ألف باء الكرة.