حمد بن عبدالله القاضي
كتبت قبل فترة مقالاً كان عنوانه «أطباؤنا وطبيباتنا السعوديون بكم نفخر»، وقد لقي أصداءً جميلة من المواطنين، ووجد ابتهاجاً من أعزائنا الأطباء، ومن المسؤولين بالصحة والمستشفيات ويستاهلون فهم من عبق تربة هذا الوطن.
اليوم أكتب عن كفاءات سعودية أخرى «رجالية ونسائية» تعمل بالمستشفيات وتسخِّر وقتها، وتسخو بعطائها، وترتقي بمضيء تعاملها، وهم يخدمون المرضى ومراجعي المستشفيات بكل تفانٍ، فهم السواعد اليمنى لإخوتهم وزملائهم الأطباء والطبيبات.
إننا نراهم بالمستشفيات «أنهار عطاء» تجري بين ممرات المستشفيات، ونراهم «شجرات إنجاز» على طاولات المكاتب «والكونترات»، ولولا هذه العطاءات منهم ما تيسّرت الخدمات الطبية لكل مراجع ومريض ومنوّم، ولما استطاع أن يقوم طبيب بعمله.
إنّ هذه القدرات الطبية في مستشفياتنا ليست طيفاً واحداً فهم يعملون بأقسام المستشفيات المختلفة فمنهم من هو بأقسام المواعيد، أو بعلاقات المرضى، وبغرف العمليات، أو بمكاتب الإدارة أو خلف «الكونترات»، أو بأقسام الأشعة والمختبرات والصيدليات أو المناوبة أو بالمكاتب الإدارية والتنفيذية، فضلاً عن الممرضين والممرضات، وغيرهم ممن يساندون ويهيئون الخدمات للمرضى والمنوّمين.
إنّ هؤلاء لا يتعاملون مع دوام رسمي محدد فقد يضوي عليهم الليل وهم لم يغادروا المستشفيات رغم دوامهم النهاري المبكر، وقد يخرج عليهم ضوء الصباح وهم يؤدون رسالتهم نحو المرضى رغم سهرهم الليلي ، ومع كل هذا لا يبدون مللاً ولا سأماً.
كلنا تعاملنا مع هذه الطاقات الوطنية عندما نتصل أو نزور أو نحتاج لخدمات المستشفيات أو المراكز الطبية، فنراهم منكبين على أعمالهم مهرولين بين «الأسياب» والمكاتب، ورسالة وهدف كل واحد منهم في عمله خدمة مريض أو مساعدة مراجع أو العناية بمنوّم ... إلى آخر خدماتهم الإنسانية، وإذا ما شذّ أحد عن ذلك بعمل أو تعامل فإنهم ولله الحمد قلة قليلة، وهذا «الشذوذ» يحصل بكل جهة ومهنة، ولا أنسى إخوة وأخوات من الوافدين يؤدون معهم عملهم بكل إخلاص.
وبعد: باقات امتنان لهم بالدعاء لهم ولوالديهم وأوسمة تقدير نضعها على صدورهم من كل مراجع خدموه أو مريض أسهموا في شفائه، وقبل ذلك أرسل لهم دعوات صادقة أن يحفظهم الله ويعينهم.
=2=
بوح الحرف !!
هل يستطيع الكاتب الرحيل من فضاء الحرف؟
إنّ هذا لا يمكن أن يحصل
هل رأيتم خيولاً ملَّت الصهيل،
أو وروداً سئمت بثّ الأريج،
أم أبصرتم جراحاً احتجّت على النزيف؟
الكاتب الصادق لا يقدر أن يتخلى عن قدر الحرف
إلا إذا قدرت الأسماك أن تقاطع البحر
أو تجرّأت القلوب نسيان الأهداب التي ألهبت الشوق في أعماقها!!