الخرج - سليمان الظفيري:
خطوات واسعة تجسد الإصرار والعزيمة خطاها رجل الأعمال زيد الكبرا للتحول من موظف إلى مالك شركة خدمات بترولية، ولتحقيق هذه الطموح وضع نصب عينيه هدفا وسخر قدرته الإدارية لينشئ مصنعاً من أكبر مصانع البراميل ويكون المصنع الثاني على مستوى المملكة برأسمال يقدر بأكثر من 12 مليون ريال، الكبرا تجربة تستحق أن يتمثلها الشباب الذين يقول عنهم في تصريحه لـ«الجزيرة»، أن رؤية 2030 عززت إعادة بنائهم، وأن هذا يمثل تحدياً نحو آفاق العمل الصناعي.
حكاية الكبرا لخصها في قوله: انطلقت في بادئ الأمر بدكان يملكه والدي وأغلق بعد أن كان يديره عامل وافد، وبادرت لإعادة فتحه بطريقة مغايرة، وبدأت بفكرة جلب تصاميم جديدة لبضائع معينة لتكون لي الحصة الأكبر في السوق -آنذاك-.
وأضاف: كنت في سوق التجزئة، وكنت أرى أفقاً أوسع وتجارة أكبر بعد أن طرقت طريق التجارة وكيف يكون للتحدي معنى، فلم أقف على هذا الدكان بل زاد الطموح إلى إنشاء أسطول كبير لنقل الطالبات قبل ما يقارب الـ20 عاماً، ولأخذ نصيبي في السوق ابتكرت أفكاراً بسيطة، لكن كان لها وقع كبير بين الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور، فقد منحناهن وجبة إفطار وصحفاً توزع كل صباح، وكانت هناك سيارتان في نقطتين مختلفتين فقط للطوارئ، وهذا عزز موقفنا وحصتنا في السوق. وهذا شاهد على أن التجارة متاحة للجميع، لكن لا بد من رؤى إبداعية لاختصار المشوار.
وتلت هذه الخطوة خطوة استيراد السيارات من خارج المملكة، وبدأت بجمع الأفكار وتحديد الهدف، واتجهت إلى أمريكا، وفي ذاك الحين لم يكن لدي علم باللغة أو حتى بالإجراءات النظامية لكن «توكلت على الله» وانطلقت وبدأت بالبحث وتحديد المسار لجلب السيارات من أمريكا للسعودية، ووفقت -ولله الحمد- بتوكيل أحد المواطنين هناك ليكون وسيطاً لنا في السعودية ومندوباً عنا في اختيار السيارة حسب طلب العميل، ووفقنا -ولله الحمد- ببيع مئات المركبات في ذاك الحين.
ومضى الكبرا: تلت ذلك فكرة إنشاء مصنع للبراميل وكانت مرحلة تحول كبرى في التحدي والتفكير والطموح إذ إنه عمل جبار لدخول السوق، وتم إنشاء المصنع، وبفضل من الله حققنا نجاحاً كبيراً في الإنتاج؛ إذ كنا ننتج 5 براميل في الدقيقة، وهذا يعد إنجازاً كبيراً وقتها.
ويبدو أن صناعة البراميل جذبت الكبرا لولوج سوق الخدمات البترولية، وعن هذه الخطوة قال: بدأت في إنشاء هذا المشروع، وبفضل من الله حققت ما كنتُ أريده من امتلاك حصة في شركة الخدمات البترولية التي أصبحت تتعامل مع كبرى الشركات الخارجية. وأضاف الكبرا في حواره مع «الجزيرة»: بعد هذا الإنجاز الذي كان نقطة تحول أخرى وكبرى في حياتي أصبحت مصدراً ملهماً لكثير من الشباب في المجالس؛ إذ كُنتُ أتحدث عن مشروعات صغيرة وغير مكلفة لكنها تتطلب جهداً ونتائجها المالية كبيرة ومربحة، أحببت التجارة وأحببت أن يكون للشباب طرق كثيرة بعيداً عن سطوة العمل المقيد، فالعمل الحر أكثر راحة في الابتكار والقدرة على التطوير والعمل في تحقيق الأهداف بسرعة فائقة.
وختم الكبرا قائلاً: الشباب هم الطاقة الإبداعية في نتائج العمل ويحتم علينا أن نساهم معهم في تحقيق أهدافهم بالعمل على تغيير نظرة المجتمع من التقيد بالعمل الإداري أو تحت مظلة الأعمال الحكومية أو القطاعات الخاصة، فالشباب يستطيعون تحقيق أعمال جديدة تخصهم في الإنتاج والإدارة والمجتمع أصبح أكثر ثقافة في توطين الأعمال.