«الجزيرة» - واس:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، انطلقت مساء أمس الأول أعمال المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة الذي تنظمه جامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الدفاع, بحضور معالي رئيس هيئة الأركان العامة ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات الفريق الأول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار الضباط بوزارة الدفاع, وذلك بقاعة الشيخ حمد الجاسر بمقر الجامعة.
وفي بداية الحفل ألقى رئيس اللجنة المنظمة الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي كلمة، أشاد فيها بما تقوم به القيادة الرشيدة في وقت وجيز بتحويل أنظار العالم إليها، وهي تعيد رسم استراتيجية محاربة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال قيادة تحالفات عالمية وإسلامية وعربية؛ لتكون مركزًا للحلول الاستراتيجية والقدرات التقنية العالية، وذلك في قمة تجمع قادة العالم الإسلامي في عاصمة السلام؛ لتقدم الإسلام النقي، إسلام السلام والرحمة للبشرية جمعاء.
وأكد الدكتور الغامدي أن المملكة سطرت أروع الأمثلة وأرقى الأخلاقيات في التعامل بحزم مع الإرهاب، ثم بادرت بمعالجة الفكر المتطرف بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار المنهجي مستثمرة في الحالين قدراتها التقنية والعسكرية، وقبل ذلك وبعده موروثها الأخلاقي؛ فحق لنا ولكل عربي مسلم أن يفخر بهذه البلاد، حمى الله ترابها، وأعلى شأنها نصرة وأمنًا وأمانًا للأمة. وقال: إننا إذ نذكر ما تقوم به قواتنا في ميادين العز والشرف لنستشعر رسالة الجامعات نحو بناء قدرة معرفية من خلال امتلاك المعرفة ونقل التقنية وتوطينها في المجالات الاستراتيجية، وخصوصًا تلك المتعلقة بالأمن الوطني حين يكون الاعتماد على الذات - بعد الله - هو الخيار الرئيس، وربما الأوحد. وأضاف: إن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتعلقة بالإرهاب وتداعياته في ازدياد كمي وعمق نوعي، وهي متعلقة بشكل مباشر بالأمن الوطني للدول، وتمثل تهديدًا للبنية التحتية ومصادر وخطوط إنتاج الطاقة والموارد الحيوية، فضلاً عن العمليات المالية والخدمات الإلكترونية.. مما يحتم وجود قدرة ذاتية مستدامة لأنظمة القيادة والسيطرة للتحالفات مبنية على شراكة بين القطاعات العملياتية التنفيذية والمراكز البحثية والصناعة.
وبدوره، ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر كلمة، أوضح فيها أن جامعة الملك سعود اتخذت قرارها بالتركيز على الجوانب البحثية، وهي تجتهد في اختيار الموضوعات التي تهم الوطن والمواطن والمجتمع بأسره لمناقشتها وتحليلها بهدف المساهمة في تقديم رسالة وطنية، تسعى إلى تقديم الحلول لمشكلات المجتمع، وبحث قضاياه لبناء حياة أفضل، تتناسب مع إرادة الوطن. مبينًا أن ما تتمتع به الجامعة من الطاقات العلمية الرائدة في كل مجالات العلوم وأكثرها تقدمًا قد جعلها تشارك بفاعلية في تنظيم مؤتمرات مختلفة، تبحث أهم القضايا في شتى المجالات، بل الدخول في أكثر القضايا دقة وتقدمًا، كهذه القضية التي يناقشها هذا المؤتمر الاستراتيجي المهم الذي فرضته النقلة الهائلة في مجال البرمجيات والبيانات الضخمة، تلك النقلة التي خدمت الحياة بإيجابية كبيرة من جانب، ولكن هددتها من جانب آخر بالتعدي على أمن وخصوصية المعلومات، ولاسيما العسكرية والأمنية وأنظمة البنية التحتية الحرجة. ومن هنا تبرز أهمية هذا المؤتمر العالمي متماشيًا مع ظروف المرحلة، واستجابة واستيعابًا لتلك الدرجة من الأهمية.
من جانبه، ألقى معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة كلمة، قال فيها: نعيش اليوم الثورة الصناعية الرابعة، ثورة التحول الرقمي التي تحمل مفهوم التنافسية بين الدول، والتحول إلى التركيز على الأصول والمعرفة.. فهناك شركات بأصول قليلة وخبرات متواضعة لكنها ركزت على البيانات والريادة، وتسلحت بالبترول الجديد، وهو البيانات وروح الريادة والمعرفة.
بعد ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان كلمة، أوضح فيها أهمية القيادة والسيطرة في شتى مجالات الحياة، مؤكدًا أن إعدادها وتجهيزها بالشكل الصحيح ينعكس على مدى إمكاناتها وفعاليتها. مشيرًا إلى أن القيادة والسيطرة في المجال العسكري تشملان ترتيب عناصرها المطلوبة من (موارد بشرية، ومعدات، واتصالات ومنشآت وإجراءات)؛ وذلك لتمكين القيادة من إنجاز أعمال (التخطيط، والتوجيه، والتنسيق والسيطرة على القوات وعلى العلميات) لإنجاز المهام المطلوب إنجازها. وقال معاليه: إن التطوُّر التكنولوجي في جميع الأصعدة، وتسارع وتيرة الصراعات بشكل كبير، كان له الأثر الكبير لتحديث وتغيير المفاهيم والعقائد القتالية.. وقد ترتب على ذلك تطوير (طرق وأساليب وإجراءات) نظم القيادة والسيطرة، التي تمثل الأساس في عملية إدارة الصراعات المسلحة الحديثة. مؤكدًا أن الاستثمار في مجال تطوير نظم القيادة والسيطرة أمرٌ لم يعد خيارًا لنا، وإنما متطلب وطني لتحقيق منظومات قيادة وسيطرة حديثة مواكبة لتقنيات العصر، يعتمد عليها لاتخاذ القرارات الصائبة على جميع المستويات القيادية، العمودية والأفقية، بما في ذلك العسكرية منها، وبكل سهولة ويسر؛ ما يتطلب تطوير وتحسين مفاهيم القيادة والسيطرة، والبنى التحتية لشبكات المعلومات والاتصالات المستخدمة.
وأفاد البنيان بأن هذا المؤتمر وما يحتويه من محاضرات متخصصة وورش عمل مهنية ومعرض مصاحب دليلٌ على الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة من أجل رفع كفاءة الأداء المهني ودرجة الاحترافية لمنسوبي قواتنا المسلحة، وذلك وفق الخطط الطموحة لرؤية المملكة (2030) من خلال الاستفادة التامة وتبادل الخبرات بين جامعتنا العملاقة والقطاعات العسكرية والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، تقديرًا لأهمية القيادة والسيطرة، ودورها الفعال في رفع الكفاءة لأي قوة عسكرية، بما سيكون له دور فاعل ومثمر ومفيد بإذن الله تعالى. وأضاف: نحن في وزارة الدفاع ووفق تطلعات وطموحات سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع نسير في اتجاه تطوير مجالات العمل في قواتنا المسلحة، ويأتي في مقدمة أولوياتها (تطوير منظومة القيادة والسيطرة -c4I)، ودمج جميع الأعمال الأمنية، الإدارية، والتموينية والعملياتية، ضمن منظومة متكاملة وحديثة.. متمنيًا من الله أن يحقق هذا المؤتمر الفائدة العلمية المرجوة من خلال تبادل الخبرات، والاطلاع على أحدث المستجدات في تقنيات القيادة والسيطرة والمجالات المرتبطة بها.