ماجدة السويِّح
استفادت الحركات النسوية في العالم أجمع من الإنترنت في خلق مجتمع عالمي ومتواصل مع تزايد أعداد النساء المستخدمات للشبكات الاجتماعية، كما تنامى الوعي والمشاركة الاجتماعية، ومعالجة القضايا التي تهم النساء عالميا، وتبث تلك الحملات الإليكترونية عادة الحياة في الحركات النسوية، التي تجني من استخدام الشبكات الاجتماعية مردودا إيجابيا، وتفاعلا محليا، وأحيانا عالميا منقطع النظير في القضايا الشعبية المشتركة بين نساء العالم.
في أمريكا نشرت صحيفة النيويورك تايمز والنيو يوركر قصصا لنساء تم استغلالهن من قبل أهم منتج سينمائي أمريكي على مدى ثلاثة عقود، وقد ساهمت تلك القصص بالإطاحة بالمنتج هارفي وينستين بعد نشرهما لـ3 قصص لنساء ادعين اغتصاب وينستين لهن، وتعرض البقية لتحرشات واعتداءات جنسية.
الممثلة روز ماكجوان كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد كانت من أقوى الأصوات التي ساهمت في إحكام السقوط الكبير للمنتج بعد تغريدتها على تويتر عن اغتصابه لها، وإلهام النساء الأخريات للبدء بحركة ضد الاستغلال على تويتر عبر هاشتاق» لماذا لا تبلغ النساء» Why Women Don›t Report#
ثقافة العار، وربما الخوف على المستقبل المهني، أجبرت العديد منهن على السكوت، وتمتع المجرم بالحصانة، والاستمرار في سلوكه المنحرف في استغلال نفوذه دون خوف أو تفكير بالعواقب، لكن رزو وغيرها من النساء المبادرات ممن امتلكن الشجاعة هن من علق الجرس لمكافحة وتجريم استغلال النساء في أماكن العمل، ورفع الوعي النسوي بالحقوق عبر تويتر.
تضامنت النساء في دعم حركتها، وتضاعف الاهتمام بالحملة عقب حظر حسابها مؤقتا على تويتر، لانتهاكها القواعد عبر نشرها لرقم هاتفي خاص في تغريدتها، لتقوم النساء بإنشاء هاشتاق احتجاجي لشركة تويتر بعد حظر حسابها والدعوة لمقاطعة تويتر
Women Boycott Twitter#
الحملات ضد التحرش الجنسي والاعتداء على النساء، توالت بعد فضيحة المنتج وينستين، الذي استغل نفوذه في التحرش واغتصاب العديد من الفنانات من أمريكا وبريطانيا، وأثمرت الحملات في فقد المنتج المنحرف لوظيفته وزوجته، وعضويته في أكاديمية الفنون وعلوم السينما، بالإضافة للعديد من القضايا التي تنتظره في المحكمة.
توالت الرسائل المقاومة للظاهرة الخطيرة عبر السوشال ميديا، خصوصا على تويتر في تنسيق حملات ودعوة النساء المتعرضات للتحرش أو الاعتداء، لمشاركة الجمهور قصصهن ومعاناتهن في العمل، حيث دعت الممثلة أليسا ميلانو النساء للحديث بشفافية عن معاناتهن دون خجل ليعرف العالم حجم المشكلة عبر هاشتاق «Me too#»، الهاشتاق حقق انتشارا واسعا كما شارك فيه بعض الرجال ضد الممارسات غير الأخلاقية باستغلال النساء من قبل من يملكون السلطة والنفوذ.
الحملة واصلت تقدمها ونموها في عدد من بلدان العالم للكشف عن الجانب المظلم والمسكوت عنه في استغلال الرجل للمرأة بالعمل، في فرنسا أيضا قامت حملة مماثلة، وعلى منصة أخرى اختارت الأمريكية كاميرون راسل إنشاء هاشتاق على الانستقرام، لعرض قصص النساء اللاتي تعرضن للعنف الجسدي والجنسي، وتشجيع بقية النساء على الإفصاح عن معاناتهن في مجال صناعة وعرض الأزياء، ومعرفة حجم الظاهرة.
بدأت الفكرة حينما قدمت كاميرون قصة صديقتها التي تعرضت للاعتداء الجنسي خلال جلسة تصوير، كنموذج لما تتعرض له النساء في مجال صناعة الأزياء، ليتوالى بعدها بوح النساء بما تعرضن له خلال مسيرتهن المهنية.
النسوية «التويترية «أثبتت فعاليتها على الانترنت، وأنها قوة حقيقية للتغيير بعد الإطاحة بالمنتج المنحرف وتقديمه للمحاكمة.