الجزيرة - سعد العجيبان:
في مشهد متجدد لـ«المراوغة».. حاول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تقديم بلاده بصورة «ضحية» تتعرض للحصار - بحسب زعم الدوحة -.. في حين أكد أن بلاده ترغب في الحوار!!.
وفي محاولة لخروج بلاده من العزلة، قال الشيخ تميم خلال اختتام جولته الآسيوية في إندونيسيا، إن الدوحة مستعدة للحوار لحل أزمة المقاطعة العربية، وأضاف: إن قطر منفتحة للحوار وفق اتفاقيات تكون ملزمة لكل الأطراف واحترام سيادة الدول، فنحن منفتحون.. متجاهلاً أن ما يبدد - مزاعمه - تعنّت الموقف القطري منذ بداية الأزمة.. وعرقلته أكثر من مرة وساطة الكويت لحل الأزمة.. ورفض الدوحة بشكل قاطع شروط دول المقاطعة.
ولم تلح في الأفق بوادر نجاح للجولة القطرية الآسيوية والهادفة إلى حشد الدعم.. إذ لم يُدل الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بأي تصريحات حول الأزمة.. في حين اكتفت ماليزيا بدعوة عامة لأطراف الأزمة بالعمل على حلها.
قرقاش
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش علق حول الجولة الآسيوية التي يقوم بها أمير قطر في تغريدة على حسابه في «تويتر» بالقول: تشير التقارير أن رحلة الشرق متواضعة النتائج.. شعور العزلة الطاغي لن تفكه دبلوماسية «مكانك سر»، الأساس في المراجعة والتراجع عن سياسة الإضرار.
أسر العاملين في قصر ابن سحيم
وفي جانب متصل أكد عدد من أسر العاملين المغاربة في قصر الشيخ سلطان بن سحيم في قطر فقدان الاتصال بهم، بعد اقتحام جهاز أمن الدولة القطري للقصر، واعتقال العاملين فيه حسب ما أوردته قناة «سكاي نيوز عربية». وقال الحسن الفارسي والد يونس الفارسي العامل المغربي في القصر، إن الاتصال بابنه انقطع منذ نحو أسبوعين، مشيرا إلى أنه قد وردته معلومات عن اعتقال ابنه.
فيما عبرت زهرة الواربي - والدة مصطفى الصدقاوي - وهو عامل مغربي آخر بقطر عن قلقها من الأخبار التي تردها عن ابنها المختفي منذ أيام، وأضافت في تصريح لـ(سكاي نيوز عربية) أن الأسرة تعيش كوابيس يومية بسبب غياب ابنها وعدم قدرتها على التواصل معه منذ فترة.
اقتصادياً
وفي الجانب الاقتصادي اعترفت الحكومة القطرية بأنها سحبت 20 مليار دولار من استثماراتها في الخارج المملوكة لصندوقها السيادي وجلبتها إلى الداخل، وذلك لإنقاذ اقتصادها الذي يعاني أزمة خانقة منذ مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لها، فيما يُعتبر هذا الاعتراف واحداً من أهم المؤشرات على ما تعانيه الدوحة من جراء الأزمة مع جيرانها والمستمرة منذ عدة شهور. وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها إن جهاز قطر للاستثمار ضخ أكثر من 20 مليار دولار في البنوك لتخفيف آثار المقاطعة العربية للدوحة.
ونقلت الصحيفة عن وزير المالية القطري علي شريف العمادي قوله إن الدوحة لجأت إلى ودائع جهاز قطر للاستثمار لتوفير سيولة في البنوك، بعدما خرجت رؤوس أموال أجنبية تتجاوز قيمتها الـ30 مليار دولار في أعقاب المقاطعة. وأضاف العمادي أنه من الطبيعي جداً أن تجلب بلاده السيولة من الخارج، في الوضع الحالي.
وتابع الوزير القطري في مقابلة خاصة مع الصحيفة البريطانية المتخصصة في الأخبار الاقتصادية: «ما قمنا به هو جلب بعض السيولة التي لدينا من الخارج إلى الداخل، عبر وزارة المالية وصندوق الثروة السيادي القطري، وهو أمر طبيعي في هذا الوضع». واعتبر العمادي أن هذا «الإجراء هو إجراء استباقي وقائي».