عند الحديث عن العلاقات السعودية الأمريكية، فإن علاقات كبرى بهذا الحجم لا تكون فقط على المستويات السياسية والعسكرية، بل هي أيضا تمتد إلى التبادل التجاري والثقافي الذي يعزز كل فرصة لمد جذور هذه العلاقات.
هناك في الولايات المتحدة، وفي ولاية إنديانا، نشأت في عام 2014 مؤسسة ثقافية عربية سعودية تعنى بنشر الثقافة الخليجية والسعودية تحديدا بين المهتمين من العرب والأمريكيين على حد سواء.
فقد قامت سبتية عبدالله العمري الثقافية على استنساخ التجربة الرائدة لعدد من الصالونات العربية والسعودية المتعارف عليها بين أبناء النخب في الوطن العربي. لكن ما يصنع الفارق بين هذه الصالونات الأدبية هو وجود سبتية العمري في ظرف مكاني صعب وتحديات مفصلية خصوصا وأن الولايات المتحدة بلد صارم في قوانينه وضوابطه بالإضافة لفارق اللغة والثقافة، وأهمها أن هذا النوع من الصالونات الثقافية دخيل على الولايات المتحدة.
يتحدث البروفسور سلمان العاني وهو رئيس الدراسات العربية بجامعة إنديانا والمشرف الأكاديمي للسبتية فيقول: إن سبتية عبدالله العمري هي الأولى حسب علمي في إنديانا بل وفي الولايات المتحدة الأمريكية. إنها تقدم حفلا كل مساء سبت يدعى إليه الكثير من السعوديين والخليجيين والأمريكيين. وأضاف: ما شدني إلى أهميتها هو الموضوعات التي تطرق حيث هي مفيدة وخلّاقه.
قامت سبتية عبدالله العمري على ثلاثة أسس منصوص عليها في دستور السبتية المسجل لدى جامعة إنديانا حيث جاء: يمنع منعا باتا الحديث في الدين والسياسة، وجاء أيضا: يمنع منعا باتا طرق الموضوعات التي تمس قوانين البلد المضيف. وجاء أيضا: يكون الحضور بموجب الدعوات التي يقدمها الرئيس ونائب الرئيس فقط.
يقول الأستاذ عبدالله بن سعد العمري مؤسس ورئيس السبتية معلقا على هذه المواد: إن الهدف منها هو حماية السبتية وروادها وطاقمها الإداري من أية توجهات قد تكون ذات خلل فكري أو سياسي أو أمني، حيث قوانين البلد المضيف تقتضي الدقة والحرص وتجنيب العواطف لأننا نخدم الوطن ونحقق هدف ولاة أمرنا الكرام في جعل المملكة نموذجا عالميا للسلام والأمن والاستقرار والتسامح. وأضاف: هذا ما سنفعله أيضا فيما لو انتقلت سبتية العمري إلى المملكة العربية السعودية، فبعد أخذ التصريحات اللازمة، لن يكون لموضوعات السبتية علاقة بالدين أو السياسة أو مسّا للقوانين والأنظمة، لأن الهدف من تصدير السبتية للثقافة هو نشر الوعي وأما استثارة الوعي فأمر ليس من أهداف السبتية.
ومؤخرا: فقد حصلت سبتية عبدالله العمري على ثقة العديد من الأمراء والمسؤولين الأمريكيين. فعن الجانب السعودي فقد قام الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بزيارة تشريفية للسبتية في مقر السبتية بإنديانا بناء على الدعوة التي وجهها له معالي رئيس جامعة إنديانا عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية د. مايكل ميكرابي في يوم 26 أكتوبر 2016. حيث ألقى معالي رئيس جامعة إنديانا كلمة ترحيبية من منبر السبتية بالأمير منصور الذي يزور الجامعة حينها. وعن هذا الأمر يتحدث رجل الأعمال السعودي أسامة قوقندي مستشار السبتية فيقول: إن زيارة الأمير عززت قيمة السبتية كمنصة ثقافية في الولاية.
استمرت السبتية في تقديم موضوعاتها المختلفة عبر دعوة أصحاب الفكر من أبناء الابتعاث لتقديم محاضراتهم التي تشمل 15 دقيقة للورقة المقدمة و15 دقيقة للمناقشة مع الجمهور الذي يتراوح عادة بين 30 إلى 50 شخصا.