رقية سليمان الهويريني
برغم انتشار الوعي بين الناس، وتبادل النصائح المتعلقة بالسلامة، وسعي وزارة التجارة والاستثمار للتخلص من التوصيلات الكهربائية الرديئة، إلا أنّ زيادة حوادث الحرائق المنزلية بسبب التوصيلات الكهربائية المغشوشة، تبدو مقلقة وكأنّ الناس لا يهتمون ولا يتوخّون وسائل السلامة! وبات من الطبيعي قراءة الأخبار المؤسفة عن حرائق البيوت أو سماع صوت منبهات سيارات المطافئ في الشوارع، برغم تحذيرات الدفاع المدني.
والمؤلم بالأمر وقوع وفيات داخل الأسرة، بسبب سوء التصرف في حالات الحريق، والجهل بأصول السلامة وانعدام وسائلها من طفايات الحريق، أو أجهزة الإنذار منه، في أغلب البيوت! وبحسب تقارير الدفاع المدني فإنّ الحوادث المنزلية بسبب الكهرباء تأتي في صدارة الحوادث التي باشرتها فرقها. وحصول حرائق بسبب التوصيلات الكهربائية الرديئة يشير إلى وجود خلل من لدن المتابعة المسؤولة عن فسحها وسماح المنافذ الحدودية بدخولها.
ويشارك في وقوع الحوادث تجاهل أصحاب مشاريع المنشآت السكنية وبناء المنازل لتعليمات الدفاع المدني الخاصة في التمديدات الكهربائية. كما أنّ عدم صلاحية الشبكات والتوصيلات الكهربائية ورداءتها وسوء التمديدات أو تلفها من الأسباب الرئيسة في اندلاع الحرائق.
ولا شك أنّ ضعف الوعي الوقائي باستخدام هذه التوصيلات الكهربائية غير المطابقة للمواصفات والمقاييس، ينتج عنه حرائق وخسائر في الأرواح والممتلكات، وبالتالي حصول حوادث قاتلة.
وينبغي على وزارة التجارة والاستثمار وجمعية حماية المستهلك، وقف بيع التوصيلات الرديئة والتحذير منها ومصادرة الموجود بالأسواق، ومعاقبة من يبيعها أو يسوق لها. كما على الأسرة التوقف عن شراء هذا النوع المقلّد والمغشوش من التوصيلات الكهربائية، وإغلاق المقابس قبل الانصراف عن المكان أو تركه، أو الخلود للنوم، والتأكيد على الأطفال والمراهقين بتوخي السلامة. وعند حصول حريق ينبغي الإسراع لقطع التيار الكهربائي ووضع خطة شاملة لسلامة الأسرة والقيام بتجارب إخلاء وهمي، وتدريب الأطفال على كيفية التعامل مع الحرائق المنزلية، وإسناد المسؤوليات وتوزيعها على الأفراد وتحديد نقطة تجمع متعارف عليها في المنزل، وتعريف أفراد الأُسرة بأرقام الدفاع المدني (998) والإسعاف (997) ووضعها في مكان بارز أو على لوح التذكير. وضرورة توفير صيدلية إسعافات أولية بالمنزل والمعرفة التامة للتعامل مع الحالات المصابة دون إلحاق ضرر بها ـ ريثما يصل المسعفون ـ وكما يلزم تأمين طفايات الحريق ومتابعة صيانتها.
نسأل الله السلامة والعافية للجميع.