م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. حينما تنهار الدول يختلط الحابل بالنابل ويكثر المرتزقة والأفاكون والمغامرون.. ويلجأ الناس إلى دوائرهم الضيقة المذهبية أو القبلية أو المناطقية.. ويعلو صوت التصنيف الطائفي والتكفير والتكذيب والتشكيك والحكم على الناس بالنوايا.
2. حينما تنهار الدول تنهار معها المجتمعات فتنطلق تجارة الوهم وتطغى الأساطير والغيبيات.. ويبدأ الناس في تقديس الأشخاص والقبور والأحداث.. ويصبح التاريخ هو المرجع.. وتحل العادات والتقاليد محل أوامر الدين ونواهيه.
3. حينما تنهار الدول يغيب الأمن.. ويضطرب الاستقرار.. وتُزهق الأرواح.. وتُهدم الأملاك.. وتضيع مقدرات الناس ومدخراتهم.. وتتدنى قيمة الممتلكات وترتفع تكلفة المستهلكات.
4. حينما تنهار الدول يقع الذعر بين الناس فلا يعود لهم طموح بغدٍ مشرق إنما خشية من أن يكون أسوأ من يومهم هذا.. فتسود الإشاعة المحبطة المؤلبة المتطرفة العدمية حتى ييأس الناس.
5. حينما تنهار الدول تظهر وجوه جديدة فيها المريب والمخيف والحزبي والطائفي وتاجر الحرب.. ويكون الباقون ضحايا!.
6. حينما تنهار الدول فأنت على موعد مع التخلف.. فالتعليم والصحة والدخل الشهري للعاملين سيتوقف.. والحياة ستتوقف بانسداد الأفق.. فيموت الأمل وتنتهي الأحلام ويبدأ الخوف من الغد القادم.
7. حينما تنهار الدول يصبح القابض على وطنيته كالقابض على الجمر.. فتكون أقرب إلى قبيلتك أو مذهبك منك إلى وطنك.. وينقسم المجتمع إلى فئات صغيرة مفتتة كل فئة تعادي الأخرى.
8. حينما تنهار الدول يصبح القذف مباحاً والتصنيف سائداً والتكفير والتخوين وسيلة الحوار الوحيدة.. ويتدخل الآخرون في توجيه حياتك.
9. حينما تنهار الدولة يتحول الوطن إلى وثيقة سفر.. ولا يعود لنا بيوت دائمة متوارثة من الآباء.. وتصبح متعلقاتنا وكل ما نملك في حقيبة سفر.
10. حينما تنهار الدول يهاجر القادرون فتنقطع ذكريات البيوت وحكايات الأمكنة.. ونفقد روح الاستقرار لأننا مهاجرون ونحن في سفر.. إقامتنا مؤقتة وحقيبتنا جاهزة وملابسنا ليست كثيرة.. ولأننا نرى أنفسنا عابرون في زمان عابر.. لا نعقد الصداقات ولا نقيم العلاقات.. ونتعود على الانتظار.