د.دلال بنت مخلد الحربي
سعدت كثيراً مثل غيري بعودة العلاقات السعودية - العراقية التي شهدت انقطاعاً دام فترة طويلة مما أثَّر على كثير من مسارات الأوضاع في المنطقة العربية.
وسبب سعادتي أن العلاقة بين المملكة والعراق علاقة إستراتيجية يحتاج إليها البلدان لما يمثّلانه من ثقل كبير في المنطقة، ولوجود علاقات متجذِّرة بين الشعبين، فهناك قبائل تتوزَّع بين السعودية والعراق، وهنالك مصالح تربط بين البلدين تحتاج إلى تطوير.
إن عودة العلاقات ستكون عاملاً محفزاً لتكوين تكتل عربي قوي من دول ذات قيمة، فالعراق بموقعه الجغرافي وكثافته السكانية، والمملكة بموقعها ومكانتها الدينية واقتصادها القوي، هذه العوامل جميعها تساعد في إيجاد أرضية مشتركة للتعاون بين البلدين.
وهناك مجالات كثيرة للتعاون لا شك أننا سنشهدها قريباً، ولعل في فتح الأجواء وعودة النشاط للنقل الجوي سيؤدي إلى نقلة نوعية كبيرة في هذه العلاقة التي شهدت فترة تراجع في زمن ليس بالقصير، ومن المؤمل أن يسهم النقل البري - وهو أمر يعوّل عليه - في الربط الاقتصادي بين الدولتين سيكون مؤثِّراً حال تنشيطه في المستقبل القريب.
إنها علاقة إستراتيجية مطلوبة بين بلدين كبيرين مهمين في المنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج العربي على وجه الخصوص.
ومن المتوقّع أن يتم تنشيط العلاقات الثقافية والتعليمية، فهناك جوانب كثيرة مشتركة في هذا المجال بين الدولتين، وسيكون لتفعيل النشاط الثقافي أثره المميز عندما يتم ذلك، فقد كانت العلاقات الثقافية بين المملكة والعراق ذات يوم قوية وكانت مؤثِّرة أيضاً.
ختاماً:
إن هذه الخطوة المباركة تحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي عمل كثيراً منذ توليه دفة الحكم على توثيق علاقات المملكة مع دول العالم، وليس ببعيد عنا زيارته إلى دول جنوب شرق آسيا والصين واليابان، ثم زيارته الأخيرة إلى روسيا، ثم هذا الانفتاح الكبير على العراق الذي يؤكِّد على عمق رؤيته وبعد نظره، وسعيه إلى إيجاد علاقات إستراتيجية قوية مع دول شقيقة مؤثِّرة.