فهد بن جليد
صلاحية قارورة المياه المعدنية البلاستيكية (يوم واحد) فقط بعد فتحها وتركها في درجة حرارة الغرفة، ولا تتجاوز الثلاثة أيام عند حفظها في الثلاجة، تبدو المعلومة صادمة للكثيرين عندما أخبرهم بها، لندخل في جدال غير مُنتهٍ حول مقولة إنَّ المياه المعدنية لا صلاحية نهائية لها بحسب بعض الخبراء ومنهم شركة فريز نيوس الألمانية الشهيرة، التي تؤكد إمكانية حفظ زجاجة المياه المعدنية بعد انتهاء تاريخ الصلاحية لأشهر طويلة، شرط تعبئتها وإغلاقها بشكل صحيح - دون ضرر - وهذه بالطبع معلومة خاطئة وغير مُثبتة علمياً، ولا تتماشى مع عشرات الدراسات العلمية الأمريكية والبريطانية وحتى الألمانية التي تؤكد ضرورة الالتزام بتواريخ الصلاحية المُرتبطة بعدة عوامل , مع التحذير من خطر إعادة تعبئة (علبة البلاستيك) بمياه أخرى وحفظها في الثلاجة، أو تخصيصها للعصير عند الخروج ونحوه.
كلور مياه الصنبور يتفاعل مباشرة مع البلاستيك ليتحول إلى مواد سامة، معلومة مُثبتة علمياً تعني عدم صلاحية إعادة تعبئة زجاج المياه المعدنية مرة أخرى، ولا أعرف موقف وسلامة العُبوات الكبيرة التي تعاد تعبئتها للمنازل والمكاتب وهل هي تدخل ضمن هذا التحذير، أم أنَّ المياه والزجاجة مُعالجتان لهذا الغرض، في مُجتمعنا وجدتُ أنَّ هناك من يتعامل مع الموقف باعتبار المياه المعدنية المُعالجة مثل التمر - صلاحيته منه وفيه - فلا ينظر إلى تاريخ الصلاحية مُطلقاً عند تناول زجاجة المياه لشربها حتى من أرفف المحلات، وهذه مسألة تحتاج إلى فتوى علمية مُثبتة بالدراسات والتوصيات التوعوية من بيوت الخبرة. التحرك الثاني هنا ننتظره من وزارة التجارة والاستثمار، بضرورة إلزام شركات المياه بكتابة تاريخ الصلاحية بشكل واضح ومقروء على العلب البلاستيكية، ويمكنك التأكد بنفسك من وجود علب مياه لبعض الشركات تكتب بخط صغير وغير واضح، يصعب قرأته بسبب شفافية المياه والعلبة وألون الطباعة معا، مع صغر الخط وضعف اللون، وهي معضلة يعانيها المستهلك مع منتجات أخرى مثل أكياس (خبز التوست) وغيرها مما يستهلك يومياً ويغزو السوق من أكياس الكيك الصغيرة والفطائر المحشوة، التي يصعب رؤية تاريخ صلاحيتها بسهولة.
غبش تواريخ الصلاحية مع مثل هذه الملاحظات والمحاذير، يستحق التفكير في طريقة جديدة لطباعتها، بشكل بارز وألوان واضحة، غير مشوشة ولا تحتمل التغرير بالمُستهلك، فهل نتحرك في هذا الاتجاه؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.