محمد المنيف
ما يحدث بين المملكة والعراق هذه الأيام من تقارب سياسي يشمل كل ما يتعلق بمصالح الشعبين في كل مناحي الحياة كما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، خلال لقائه برئيس الوزراء العراقي في الرياض، حينما قال حفظه الله (إن حضورنا اليوم يعكس اهتمامنا جميعاً بهذا المجلس، وما نعلقه عليه من آمال في تطوير العلاقات وتعزيزها بين شعبينا وبلدينا الشقيقين في كافة المجالات).
ولا شك أن عبارة (كافة المجالات) ذات مساحة واسعة من الشمولية ومنها الجوانب الثقافية التي أيضا منها ما يخصنا في هذه الصفحة وهي الفنون التشكيلية التي للفنانين العراقيين مع الفن التشكيلي السعودي تاريخ وأثر ومؤثر فقد تلقى الكثير من الفنانين الأوائل مؤسسي مسيرة هذا الفن من خريجي معهد التربية الفنية (وأتشرف أن أكون منهم) أبجديات الفن وأصوله من فنانين عرب وكان للفنانين العراقيين النصيب الأكبر والتأثير الأبرز نذكر منهم الفنانين من معلمي معهد التربية الفنية سعدي الكعبي، إبراهيم خليفة، سلمان الدليمي، خيري العاني، كما كان للفنان عامر العبيدي دور في التدريس بإحدى المدارس في الطائف وكذلك وجود جداريات للفنان خالد الجادر في مطار الملك عبد العزيز في جدة وغيرهم كثير إذ لا يمر سيرة الفن التشكيلي السعودي أو حديث لمن تلقى دروسا في هذا المجال على أيدي هؤلاء الفنانين العراقيين إلا ويستشهد بهم وبقدراتهم الكبيرة التي جعلت منهم روادا في التأسيس للفن العراقي وفي الأساليب التي أصبحت وجها للفن وعنوانا لهوية وطنهم في كل معرض عالمي.
إذاً فمثل هذه الشواهد وما نعرفه عن وقع اسم العراق عند المثقفين والتشكيليين وما يشعرهم بريادته في كل الفنون والثقافة والفكر يجعلنا سعداء بهذا التحرك وبما يمكن القيام به بين التشكيليين السعوديين والعراقيين عبر القنوات الرسمية وفي مقدمتها هيئة الثقافة.
لقد صمد الفن التشكيلي أمام كل الظروف وامتدت فروعه ونبتت بذوره في كل بقعة من العالم متمنين أن يعود عطاء منابعه في أرضه الخصبة أرض دجلة والفرات.