عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كل رياضي وأي مهتم بما يحدث داخل أروقة المنظومة الرياضية يشعر بسعادة بالغة وانتعاش غير مسبوق خاصةً من عاش العصر الجميل وزمن الرياضة الذهبي، فقد كان التنافس حميداً ومقبولاً وشريفاً لا يتجاوز الملعب، وكانت نفسيات الرياضيين من لاعبين وإداريين وحكام وجميع المعنيين ينتظرون اللقاءات والمنافسات على أحر من الجمر، خاصة الكبيرة والمثيرة منها إلى درجة أنهم جعلوا بين تلك المنافسات وقتاً طويلاً لتأخذ حيزاً من الحديث والنقاش والتداول، ولم نسمع يوماً ان تجاوز إعلامي أو لاعب أو إداري أو حكم على الآخر وكان الحب والتقدير والاحترام هو السائد بين الجميع، وكان هذا هو ديدن الجميع حتى إلى ما قبل التوسع الفضائي ومواقع التواصل الاجتماعي والذي فتح المجال لمن هب ودب أن يكون عنصرا سواء سلبيا أو إيجابيا.
واليوم الحديث عن عودة الزمن الجميل والرياضة التنافسية الحلوة بعدما سخر الله للرياضة من يرفع من شأنها ويعزز مكانتها لتكون عاملا مساعدا لرفاهية شباب الوطن وإبعاد كل من يستغل المجتمع الرياضي لمصالحه الشخصية ومكتسباته، وكانت البداية بالقضاء على الفساد والمفسدين قبل أن يتم جمع كل مسئول رياضي وإيصال الرسالة السامية لرياضة نزيهة وتنافس نقي والالتزام بميثاق شرف يربط الجميع بالمبادئ القيمة واحترام الطرف الآخر، وقد ظهرت نتائجه في وقت قياسي من خلال احترام كل طرف للآخر وحل أكبر المشاكل العالقة واعتذار الكثير عما سبق وإن بدر منه من خلال أي وسيلة، واليوم ونحن نشاهد ان القيادة الرياضية ومن خلفها القيادة السياسية تسابق الزمن لإعادة الزمن الجميل النقي المتسامح على مختلف الأصعدة وليست على المستوى الرياضي فقط.
إن الكل معني بالأمر ومسئولية كل فرد ومواطن صالح أن يعين ويعاون ويكون عامل بناء ومساعدا على ما يشهده الوطن من نهضة غير مسبوقة تعزز اللحمة الوطنية وتنهض بشباب البلاد والعمل على تأمين المستقبل لهم وضمان استمرار الرفاهية لهم من خلال تعدد مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط كما كان في السابق، فاليوم تقع المسئولية علينا جميعاً للوقوف والدعم والمساندة لكل خطوة تتخذها قيادتنا الحكيمة في جميع المجالات، فالوطن للجميع ومسئولية الجميع للحفاظ عليه وعلى كل مكتسباته العظيمة.
نقاط للتأمل
-بدأت- ولله الحمد- نتائج ميثاق الشرف بين جميع الرياضيين دون استثناء بالظهور، ولم يتوقف الأمر على المستوى الرسمي وحل بعض المشاكل العالقة بل حتى على المستوى الشخصي فقد شاهدنا عددا كبيرا مما سبق ان غرد أو ذكر أمراً ما يعود اليوم ويعتذر عن كل ما بدر منه ومن الجميع وهذه بداية العودة للزمن الجميل المتسامح الأخوي، وهذا ما يجب أن يكون السائد بين أبناء المجتمع الواحد.
- سبحان الله العظيم عندما تلتقي القلوب وتتصافى من أصحاب المعدن الأصيل تنحل أكبر المشاكل وتذوب جميع الخلافات ومثل ما يقولون يطيح الحطب، وما قضية اللاعب عوض خميس الذي أشغلت الرأي الرياضي لأكثر من ثمانية أشهر إلا أكبر مثل على حسن نوايا أبناء مجتمعنا فقد انتهت بتوافق وحب كما يجب وبداية مثالية لتطبيق ميثاق الشرف الذي تعاهد الجميع أن يكون هو المبدأ الصحيح بين الجميع.
- تشكر الهيئة ومعالي رئيسها على الخطوة الهامة وغير المسبوقة بتحويل جميع الحكام المحليين لدوري الأمير فيصل بن فهد للدرجة الأولى وتكفل الهيئة بإحضار الحكام الأجانب من الخارج لجميع الأندية في الدوري السعودي للمحترفين دون استثناء وهنا خدمة الجميع وقفلت الأبواب على جميع من كان يتعذر بارتفاع التكلفة المالية على النادي واليوم تقع المسئولية على كل ناد في طلب الحكام ولم يعد العذر مقبولا من أي إدارة ناد ولن ترحم جماهيرها بعدما تم تسهيل الامر عليها وتذليل المعوقات فشكرا من الأعماق للمؤسسة الرياضية وعلى رأسها رئيس الهيئة ومجهوداته الواضحة.
- لظروف الطبع لم أتمكن من الحديث وإبداء الرأي حول لقاء القمة السعودية وديربي العاصمة بين فريقي النصر والهلال ولكنني متأكد أنها قمة في كل شيء، وبغض النظر عن المستوى الفني، فالأجواء المحيطة باللقاء بعيدة كل البعد عن التعصب والمشاحنات وخروج المنافسة عن المستطيل الأخضر، فالأحداث الأخيرة والتقارب المشهود يجعلنا أكثر تفاؤلا بقمة سعودية نصراوية هلالية تصل لطموح الإعجاب من الجميع في نظرة لمستقبل يعيد الزمن الجميل.
خاتمة
الوسادة تحمل رأس الغني والفقير، والصغير والكبير، والحارس والأمير، لكن لا ينام عليها بعمق إلا مرتاح الضمير.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.