الجزيرة - سلمان العُمري:
رفع العلماء ورؤساء الجامعات والجمعيات والمجالس والهيئات والمراكز الإسلامية والدعاة في عدد من دول العالم عظيم شكرهم ووافر امتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بعد صدور أمره الكريم بإنشاء «مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف» في المدينة المنورة، مشيرين إلى أن هذا الأمر الكريم أثلج صدور الملايين من المسلمين في شتى أنحاء المعمورة؛ لما له من آثار عظيمة في خدمة السُّنة وعلومها جمعًا وتصنيفًا وتحقيقًا ودراسة، وتوكيد جديد على مواصلة المملكة نهجها الخيِّر في خدمة الإسلام والمسلمين.
وأجمعوا في أحاديثهم لـ«الجزيرة» على أن مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي الشريف سيكون منارة للعلم في حفظ المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وترجمة عملية وخطوة استباقية في مجال حفظ وخدمة السُّنة.
وسألوا المولى -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ويثبت أقدامهما، ويقوي شوكتهما، ويوفقهما للمزيد لخدمة الدين الحنيف، وأن يعز المملكة العربية السعودية وينصرها، ويرفع قدرها، ويكتب لها كل التقدم والازدهار.
حماية الشريعة
يؤكد الشيخ مطيع الرحمن بن عبد المتين، رئيس جمعية التوحيد التعليمية مدير جامعة الإمام البخاري الأمين العام لجمعية خريجي الجامعات السعودية في الهند، أن هذا العمل العظيم عمل مبارك في الحفاظ على الشريعة الإسلامية؛ إذ إن السُّنة ومكانتها معروفة في استقرار التشريع الإسلامي، وهي المصدر الثاني والأساسي لهذا الدين بعد القرآن الكريم الذي لا يكتمل العمل به إلا في ضوء السُّنة المطهرة. فعناية المملكة بالكتاب والسُّنة بهذا الجانب إحسان عظيم على الأمة الإسلامية بعد إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. ونحن القائمين على الجمعية والجامعات، وكذلك المسلمون في مناطق نائية في الشرق الشمالي بالهند، نهنئ ونرحب بهذا القرار الملكي المبارك بأعماق قلوبنا، ونعتبره قرارًا صائبًا وسديدًا، وأن في هذا الصرح العلمي عزًّا للإسلام وشرفًا للمسلمين وحفاظًا وحماية للشريعة الإسلامية الغراء.
تعظيم السُّنة
ويبيِّن الدكتور محمد شهيم علي سعيد، رئيس جامعة المالديف الإسلامية ووزير الشؤون الإسلامية السابق، أن إنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي في المدينة المنورة تعظيم لمكانة السُّنة النبوية الشريفة بعد القرآن الكريم في الشريعة الإسلامية، ولدى المسلمين، وهو دليل بارز على اهتمام المملكة العربية السعودية بالإسلام ومصادره الأصلية والأصيلة. ونسأل الله أن يبارك في هذا الأمر الملكي الكريم، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة، وأن يجعل هذا المجمع شامخًا في الأمة الإسلامية.
تنقية السُّنة
ويقول الشيخ سامر فهمي شحود، مدرس فتوى طرابلس «لبنان»: عودتنا المملكة العربية السعودية دائمًا على خدمة الإسلام والمسلمين؛ فبالأمس مجمع الملك فهد العامر بخدمة القرآن الكريم، واليوم مجمع الملك سلمان لخدمة السُّنة النبوية، الذي نتطلع إلى أن يكون منارة العلم لخدمة سُنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ويقربها للأمة، وينشر مراجع الحديث والدواوين النبوية. ويضيف شحود: لقد تعرضت السُّنة النبوية عبر التاريخ لأشنع هجمة على الإطلاق من الزنادقة وأعداء الإسلام والجهلة وأهل البدع من المسلمين؛ ولذلك يُنتظر ويُعول على هذا المجمع أن يقوم بخدمة السُّنة وتنقيتها مما علق بها من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة. كذلك تبيان الصحيح والضعيف من الأحاديث. كما لا ننسى التصحيف والأخطاء المطبعية وتشويه بعض دور الطباعة التجارية التي لا همَّ لها إلا الربح المادي؛ فطُبعت دواوين السُّنة، وكتب الجرح والتعديل؛ فخرجت شوهاء، فيها من التصحيف والنقص والأخطاء الشيء الكثير، خاصة في مجال الأسانيد وكتب تراجم الرواة.. وهنا يبرز دور هذا المجمع لتنقية السُّنة من كل ذلك.
رد الاعتبار
ويقول الدكتور عبدالحميد متولي، رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل: نبأ تفضُّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بإنشاء مجمع أعلى للسُّنة النبوية المطهرة تدريسًا وبحثًا وتحقيقًا وتخريجًا؛ لما للسُّنة المطهرة من المكانة العظمى في نفوس المسلمين قاطبة ومجتمعات الأقليات المسلمة خاصة، كما هو حالنا في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية وسواها، نبأ عظيم؛ من حيث كونها ثاني الوحيَين، والمصدر المعتمد الموثوق لتفسير القرآن وبيان الأحكام أخذًا عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قولاً وعملاً وإقرارًا وصفات وسلوكًا وتشريعًا.. ولسنا نستغرب في المهجر ريادة المملكة لمثل ذلكم المشروع العملاق، الذي يأتي لبنة مضافة في صرح خطاه، ولا يسعنا إلا أن ننوه بهذا التوجيه الملكي الكريم الصادر عن قلب مؤمن، وضمير يقظ، واهتمام شرعي ناضج، وعن مسؤولية متبصرة.. ونحن نتطلع بكل شغف إلى ما سينتج من المجمع لا محالة من رد اعتبار للسُّنة المطهرة، وتنزيل على أرض الواقع المعاش، وإفادة للباحثين المختصين، وتمكين من المصادر والدراسات الأكاديمية القائمة على الدقة والتمحيص.
علماء الحديث
وتقدَّم الدكتور إسماعيل عثمان الماحي، الرئيس العام لجماعة أنصار السُّنة المحمدية بالسودان، بالتهنئة الخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على قرار إنشاء مجمع للحديث النبوي الشريف بالمدينة المنورة؛ وهو ما يؤكد دور المملكة العربية السعودية الرائد لخدمة الإسلام ومصادر الشريعة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- الذي عُرف عنه العناية بنشر كتب التوحيد ودواوين السُّنة. ويُعتبر المجمع مكملاً لدور مجمع الملك فهد للمصحف الشريف. مشيرًا إلى أن المسلمين يتطلعون منه إلى نشر دواوين السُّنة المعتمدة وشروحها بطباعة في غاية التحقيق والجمال والإتقان الذي عُهد في أعمال مملكة التوحيد والسُّنة، والدفاع عن السُّنة النبوية ورواتها، خاصة الصحابة، وكشف الشبهات القديمة والحديثة، وتمليك المسلمين وسائل الدفاع عنها في كل الأزمنة والمجتمعات، مع العناية بالدراسات الاستشراقية، وتتبُّع أهدافها وآثارها، والعناية بالمخطوطات، وإنشاء أكبر مركز لها في العالم، ورعاية وتفريغ الباحثين، والعناية بالرسائل الجامعية ونشرها، والتواصل مع علماء الحديث وكلياته في العالم، وتقريب السُّنة للناس باعتماد الموسوعات الحديثية، والاستفادة من التقنية الحديثة في ذلك، ووضع المناهج التعليمية للحديث الشريف لكل الفئات العمرية والمراحل الدراسية من الروضة إلى فوق الجامعية، ولكل المجتمعات، والعناية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وتقريب السُّنة لهم؛ لذا فإنه يؤمل أن يكون ويتخرج منهم النوابغ والعلماء الكبار في هذا الشأن، والاهتمام الخاص بالأئمة الأربعة، وإظهار دورهم في حفظ السُّنة ونشرها، وبيان تأسيس فقههم عليها، والعناية بالطب النبوي، وتوجيه الدراسات المتكاملة مع الطب الحديث، والاهتمام بالسيرة النبوية تحقيقًا ونشرًا وتبسيطًا.
حمل ثقيل
ويبدي الدكتور حمزة بن علي الكتاني، خريج جامعة القرويين وباحث ومؤلف وناشر، سرورًا بتأسيس المملكة «مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف»؛ إذ أسعدنا الخبر؛ لأنه غاية في الأهمية في لبنات حماية الإسلام شريعة ومصادر، وإحياء سُنة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي هي أحد قسمي الوحي. وفي الحديث الشريف في صحيح البخاري وغيره: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي». فيتكفل هذا المشروع بسد باب عظيم من أبواب الدين، وحمل ثقله على كاهل المملكة. وإنها لنعمة عظمى، رزقها الله تعالى لهذه البلاد السعيدة (المملكة العربية السعودية)؛ فهي المستأمنة على الحرمين الشريفين، والراعية لحجاج بيت الله الحرام، الحافظة لمصدرَي الوحي: القرآن الكريم الذي طبعت ملايين النسخ منه، ووزعتها على العالم، وسدت بذلك حاجة كانت متفاقمة.. والآن تحفظ السُّنة النبوية، وتعمل على نشر كتب السُّنة والحديث، وتمييز الصحيح من السقيم، والعناية بعلماء الحديث في مشارق الأرض ومغاربها.. فجزاهم الله خير الجزاء، وزادهم توفيقًا واستقرارًا.
الدفاع عن السُّنة
ويقول الداعية فادي أحمد الجعفراوي، إمام المركز العربي الإسلامي بالبارغواي بمدينة سيداد دل إستى: لما كانت السُّنة الأصل الثاني بعد القرآن الكريم، والتطبيق العملي لما جاء فيه، وهي الكاشفة لآياته، والمجلية لمعانيه، والشارحة لألفاظه ومبانيه، وهي شعار أهل الحق في كل زمان، كان الحرص على حفظها وصيانتها وتعليمها ونشرها بين الناس هو دأب السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من بعدهم.. ولا يزال هذا من أهم الواجبات وأولى الأولويات عند ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية.. فما هذا القرار السامي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بإنشاء مجمع الحديث النبوي الشريف إلا ترجمة عملية وخطوة استباقية في مجال حفظ وخدمة السُّنة؛ فقد كثر في هذا الزمان الطاعنون والمشككون والمنتقصون لها ولمكانتها وحجيتها، وأصبحنا نرى الهجمات تلو الهجمات جهارًا نهارًا في كثير من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة، وكأنها هجمة منسقة مبرمجة، الهدف منها النَّيل من ثوابت الدين ودعائم حفظه؛ لذا نرى - بإذن الله تعالى وتوفيقه - أن هذا المجمع سيكون صرحًا عظيمًا للإسلام، وعظم مكانته مستوحاة من عظم مهمته، ألا وهي الدفاع عن السُّنة وأهلها، والرد على المشككين وشبهاتهم، وتبيين الحق للوالغين في النصوص تحريفًا وتأويلاً.
ويرى الجعفراوي أن في هذا المجمع نصرة للمسلمين في بقاع الأرض جميعًا.. ويتمثل ذلك فيما سيكون له من ثمرات من جراء نشر السُّنة ومؤلفاتها وشروحاتها.. فإننا في أمريكا اللاتينية بأمسّ الحاجة لهذا نظرًا لضعف الإمكانيات في هذا الجانب، وندرة الكوادر المؤهلة.. فالساحة الدعوية وقودها المطبوعات والمنشورات. ومن جانب آخر فيه نصرة للحق وأهله على المذاهب الضالة والأفكار الشاذة التي تنشط في مجال طمس السُّنة وتحريفها. فكما كانت ثمار (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) في كل بلد ومدينة من بلاد العالم، وكما كان سببًا في نشر كلمة الله وعلومها في بقاع الدنيا، وسببًا في هداية الناس للإسلام، فإننا نتطلع لذلك اليوم الذي نرى فيه مؤلفات ومنشورات (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف)، وتقوم بالدور المنشود في نشر السُّنة وعلومها وشروحها؛ ليحياها المسلمون عمليًّا في سلوكياتهم، ويراها البشر جميعًا في حياة المسلم أينما كان.
منارة لخدمة الحديث
ويشير الدكتور سعيد محمد بابا سيلا، الأمين العام لاتحاد علماء إفريقيا ومدير جامعة الساحل في باماكو، إلى أن هذه خطوة مباركة، تبرز وتعزز مكانة ودور المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام ومصادره؛ ليكون هذا المجمع منارة لخدمة الحديث ونشره في الآفاق اتباعًا لجهود رواد هذه الأمة منذ عهد الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - في نشر الحديث النبوي باعتباره المصدر التشريعي الشارح للقرآن الكريم. واختيار المدينة المنورة مقرًّا لهذا المجمع كان اختيارًا موفقًا بفضل الله، وله دلالته الرمزية البالغة؛ فمن هذه المدينة الطيبة انطلقت جموع الصحابة إلى الآفاق، ينشرون الحنيفية السمحاء المستمدة من القرآن الكريم والسُّنة النبوية؛ فسيكون هذا المجمع - بإذن الله تعالى - مصدر شعاع، ينتفع به المسلمون أينما كانوا. وبإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف يكتمل عقد الخدمة المتكاملة للأصلَيْن (الكتاب والسُّنة)؛ فمجمع الملك فهد لطباعة المصحف في المدينة المنورة بلغت آثاره إلى أصقاع الأرض من مصاحف وتلاوات وترجمات ودراسات قرآنية.. وإن الأمة الإسلامية تتطلع إلى ثمار هذا المجمع في واقع حياتهم، وتمسكهم بالسُّنة النبوية.
المكانة السامقة
ويوضح الشيخ علي بن عبد الله الضبياني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشوكاني لرعاية الأيتام والأعمال الخيرية في اليمن، أن الله سبحانه وتعالى جعل وحيه نهجًا قويمًا، يُستوحى منه خيرا الدنيا والآخرة؛ فالقرآن العظيم يُستمد منه الأصول العامة في التشريع، والسُّنة النبوية مبيِّنة للقرآن؛ فيؤخذ عنها وكأنما أُخذ عن القرآن. ولـما كانت السُّنة النبوية لها هذه المكانة السامقة تسابق الناس إلى خدمتها جمعًا وتصنيفًا وتحقيقًا ودراسة. وكل يشرف بشرف قربه من هذا المعين الصافي. ومن أصحاب السبق الذي لا يلحق ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين في أمره السامي بإنشاء مجمع للحديث النبوي الشريف.
وأيم الله، إن المدينة لتستبشر بهذا الخبر كما زف إليها من قبل خبر إنشاء مجمع القرآن الكريم فيها. فقد وصل خير القرآن إلى كل بيت في العالم، ونأمل أن يبلغ مجمع خادم الحرمين الملك سلمان للحديث الشريف ما بلغه صنوه ذاك وزيادة. ونأمل في هذا الصدد: حصر أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القولية والفعلية والتقريرية، وبيان درجة كل حديث جاءنا عنه، وإخراج ذلك بثوب قشيب، يليق بعظمة أحاديث نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وخدمة كل العلوم التي تخدم النص النبوي، وإقامة المؤتمرات والدراسات التي تهدف إلى ذلك، واستقطاب كل المتخصصين في ذلك من كل أنحاء العالم الإسلامي، وإقامة البرامج التربوية التي تستقي من رحيق حديث نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وتعزيز قيم الحب والسلام والخير والأخلاق الفاضلة بين كل شرائح المجتمع المسلم، وتنشئة الناشئة بالذات عليها، وتقديم مشروع ما لا يسع المسلم جهله من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعله يدخل كل بيت مسلم بمختلف لغات العالم، وتجسيد حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في نهاره وليله، وسلمه وحربه، وسفره وحضره، وصحته ومرضه، مع أزواجه وأولاده، ومع أصحابه وأعدائه، وكيف كان رحمة لكل العالمين: الإنسان، والحيوان، والطير.. وإبراز الحياة المشرقة له حيال الصور التي تستهدف صورته - صلى الله عليه وسلم -.
مقترحات مفيدة
ويبارك الدكتور عبدالسلام بن حسين الفيلكاوي، موجِّه أول إمامة وخطابة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، هذه المبادرة الجليلة في قدرها، العظيمة في زمانها، التي جاءت في وقتها، وكل الأمة تتطلع إلى مثل هذا المجمع الكبير والصرح الشامخ العظيم لخدمة السُّنة النبوية - على صاحبها أشرف الصلاة وأجل التسليم-.
ويقدم د. عبدالسلام الفيلكاوي: اقتراحات لهذا المجمع العظيم، وذلك أن يبدأ بما انتهى إليه جميع العاملين في علوم السُّنة النبوية من مؤسسات أهلية وأفراد ومكاتب تجارية؛ فيقوم فريق متخصص بالتواصل مع الجميع، والاستفادة من الكل، والوقوف عند ما انتهوا إليه، وتأسيس وحدة خاصة في المجمع، تقوم بجمع الشبهات المثارة على السُّنة، والرد عليها، ونشر الرد (مكتوب ومسموع ومرئي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي)، وإنشاء مواقع عبر الشبكة الإلكترونية، تقوم بهذه المهمة، وجمع المخطوطات الحديثية من أجزاء وكتب لم تُطبع سابقًا، والقيام بتحقيقها ونشرها، وجمع كل مكتبات المخطوطات المتعلقة بالسُّنة النبوية في المملكة تحت سقف واحد، سواء التي في الجامعات أو مكتبة الملك فهد أو غير ذلك، مع أهمية أن يركز المجمع على الجانب الإعلامي؛ وهذا يقتضي استقطاب إعلاميين متفننين مبدعين مبتكرين قادرين على تحويل المادة العلمية الحديثية إلى صور إعلامية جديدة لإيصال أهداف المجمع في نشر السُّنة النبوية وتعظيمها، وترجمة السُّنة النبوية وشروحها إلى لغات عديدة، وجمع السُّنة النبوية الصحيحة في باب السيرة النبوية من كل المصادر المطبوعة والمخطوطات، ونشرها بجميع أنواع وأساليب النشر المتنوع في هذا الزمان، وجمع السُّنة النبوية في علوم التفسير، وبيان الصحيح منها والضعيف، وأن يكون العناية بجميع أنواع وفروع السُّنة النبوية من حيث (علم الرجال، والجرح والتعديل، ومتون الحديث... إلخ)، وأن يجعل لكل نوع أعمالاً وخططًا استراتيجية نافعة لتحقيق هدف المجمع، والتعاون مع الجامعات بعقد دورات متخصصة في علوم السُّنة النبوية، يضع منهجها المجمع لتخريج باحثين متخصصين، بما يسد حاجة المجمع، وعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل، تبحث في جميع أنواع وفنون السُّنة النبوية (الرجال، الجرح والتعديل، المتون، دراسات الأسانيد... إلخ)، وأن يكون للمجمع مجلة مُحكمة في علوم السُّنة النبوية، ودراسات علم الرواية في هذا الزمن الذي ظهر الاهتمام به في «مجالس سماع الحديث».. فليتشرف المجمع بأن يكون أول صرح عالمي يبادر بوضع أسس وقواعد وضوابط لمجالس سماع، والمبادرة في أحيائها في الحرمين الشريفين، وعمل قاعدة بيانات لجميع الباحثين والمعتنين بعلوم السُّنة النبوية في العالم.