طفلةٌ بقلب أنثى خُلقت كي تقهر المستحيل، أصبحتْ بين يوم وليلة أنثى بقلب طفلة لا تعرف للمستحيل عنواناً.
لكنها لم تكن يوماً وليلة كأيامنا وليالينا، ولم تكن في عُرف البشر زمناً يمر ليبقى منه ما يبقى ويرحل منه ما يرحل، ولم تكن أحداثاً تمر دون أن تترك أثرًا تجعله لا يفارقنا الدهر كله.
الليلة فقط وهي ترتدي عباءة تخرجها طبيبة شعرت أنها كانت يوماً وليلة!.
لم يكن حُلمًا بل كان دهرًا مضى وهي تحارب على جميع الجبهات، عاشت مع المستحيل الذي خلقه لها من حولها من بشر وظروف؛ رفضت أن يكون الفشل قدرها فهو لم يكن كذلك. آمنت بخالقها ثم بنفسها ومضت تجاهد وتدفع حواجز وُضعت في وجهها ومن حولها.
نعم هي صغيرة بلا حول ولا قوة، خُلقت في ظروف لم يكن لها الخيار فيها، لكنها رفضت أن يسرق منها أحد حلمها أو أن تعبث الظروف بدروبها، بل رفضت واقعاً شعرت منذُ اليوم الأول لإدراكها أنها لا تنتمي إليه.
كبُرت يوماً بعد يوم وروح التحدي تكبر مع كل يوم سنينًا، يكبرُ ذاك المستحيل الوهم ويكبرُ كفرها به.
زاد إيمانها يوماً بعد يوم أن لا أحد على وجه البسيطة يستطيع أن ينتزع حُلمها من صدرها.
أصبح ذاك المعطف الأبيض راية حربها ترفض أن يُنكس أو يسقط مهما كانت قسوة الظروف.
«وردة» فتاة من وطني لا أعرف عنها إلا أنها جعلتْ المستحيل يخجل أمامها، جعلت اليأس يصرخ دهشةً أمام قوة إرادتها، جعلت من الظروف القاسية التي تمر بأحدنا بين الحين والآخر حكاية نتداولها ونطويها لنفتح غيرها.
وردة اختصرت الزمن وجعلتنا نعيش معها حيث لا ينتمي كثيرٌ منا، فلا فشل تعرف، ولا ظروف قاسية تقف في وجهها، ولا احتياج كسر أجنحتها.
وردة باختصار ليلة تخرجها كطبيبة جعلت من المستحيل سراباً لا يصمد أمام إرادة وإيمان الإنسان.
وردة شقّت بجذورها وسط صخر الظروف القاسية التي مرت بها وأزهرت.
من الآن فصاعدًا سيكون لقبكِ «وردة لا تعرف المستحيل».
من قلب الوطن ومن قلب كل مواطن عرف بعضاً من ملامح نضالك وحربكِ مع المستحيل نقول مباركٌ لنا بكِ ومباركٌ لكِ إنجازك.
شكرًا وردة فقد شعرتُ بفخر وأنا أكتب لكِ هذه الكلمات.
أسعد الله أيامكِ بكل خير وأرجو الله لكِ نجاحات لا تتوقف.
ختامًا
كم من وردةٍ في مجتمعنا تبحث عن طريق لها بين الصخور؟ بعضهن تجد فتُزهر للوطن وبعضهن لازال الحلم يبحث عن مكان له في أرض صلبة لا زرع فيها!
** **
- د. أحمد الجلعود