فهد بن جليد
أكثر ما لفت انتباهي عند حضوري - أمس الأول - فعاليات (يوم واحد من الرحلة إلى السعودية) الذي نظمته سفارة المملكة العربية السعودية في سيئول، بمناسبة مرور 55 عاماً على العلاقة بين البلدين، هو أنَّ العديد من الكوريين الشباب الذين حضروا هذه المناسبة المفتوحة في حديقة بانبوهان رفر، يحملون ودّاً وتقديراً للمملكة قيادة وشعباً، بقي عالقاً في ذاكرتهم من خلال ما سمعوه من آبائهم وأجدادهم عن دور المملكة الكبير في دعم الاقتصاد الكوري مُنذ السبعينات والثمانينات الميلادية، مع السماح بدخول الشركات الكورية للمملكة، والثقة فيها في تلك الفترة المُبكرة لتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية، وهو ما انعكس إيجاباً على ازدهار كوريا وتطورها الاقتصادي الضخم.
الكوريون يذكرون الرحلة الأولى التي قام بها آلاف العمال والمهندسين والشركات إلى السعودية في مرحلة مهمة للاقتصاد الكوري، بل إنَّ وزيرة الخارجية الكورية استشهدت خلال كلمتها في الحفل الذي حضره المهندس عادل فقيه وزير الاقتصاد والتخطيط والوفد السعودي المُشارك، بالمثل القائل (الرفيق قبل الطريق) في تأكيد على أنَّ الرفقة النموذجية والصداقة بين السعوديين والكوريين - مُنذ وقت مُبكر - تعد أنموذجاً لنجاح العلاقات بين الدول، مع امتنانها وتقديرها لدور المملكة في دعم الاقتصاد الكوري بمساهمة الشركات الكورية في المشاريع السعودية منذ وقت مبكر, وكذلك اعتماد كوريا بشكل كبير ورئيس على استيراد النفط السعودي.
تشعر بالفخر والاعتزاز وأنت تنظر وتستمع لكلام الآخرين وتقديرهم وامتنانهم لدور بلدك في نهضتهم وتطورهم، المواطن الكوري والمسؤول الكوري يعرفان جيداً دور المملكة وأثر المشاريع التي نفذت فيها على الاقتصاد الكوري، لذا اتفقا على حمل هذا الود والامتنان والتقدير لها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - فالصورة تتكرر اليوم مع الدور المتوقع والمنتظر أن تساهم به الشركات الكورية في تحقيق رؤية المملكة 2030، مما يعني ثقة مُتجددة سيكون لها أثرها الإيجابي أكثر على الجانبين بكل تأكيد.
كل الشكر للسفير السعودي في سيئول الأستاذ رياض المباركي ولفريق السفارة المُشرِّف هناك، الذين بالفعل عكسوا صورة رائعة وإيجابية عن السعودية وثقافتها في ذهن الشعب الكوري الصديق، ممن زاروا الاحتفال بهذه الذكرى الجميلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.