العلامة الأولى: ضَعف مهارات التعامل مع الآخرين وهي تمثِّل عقبةً كؤود نحو النجاح والتميز، وجودة التعامل مع الآخرين سبيلك للمنصب العالي والذِّكر الحسَن والراحة النفسية. ويؤكد (روزفلت) هذا الأمرَ بقوله: «معرفتُك لمهاراتِ الانسجام مع الناس هي المكوِّن الأهمُّ في تركيبة النجاح... إذَن فاعتنِ بتطوير مهاراتِ التعامل، وتعلُّم فنون الذكاء الاجتماعيِّ ومجالسة المتميزين أصحاب الكاريزما والخلُق الرفيع».
2- العلامة الثانية: التفكير السلبيُّ، وهو جالبُ الهموم ومضيِّع الفرص وقاتل الابتسامة. ومِن أخطر صُوَره: تقمُّصُ دوْر الضحية وإدمانُ الرثاء للنفس، وأنْ تجعلَ مِن حياتك قصةً دراميةً حزينة, وما أروعَ ذلك السجينَ القابعَ خلفَ القضبان عندما أطلَّ من النافذة ورفَع رأسَه نحو السماء واستمتَع بمشهَد النجوم الأخّاذ، أمَّا صاحبُه التعيس فأومأ برأسِه وصوَّب نظرَه للوحْل!.... إذَنْ، فابتسمْ دائمًا وتفاءلْ وتوقَّع الخير؛ فالأمرُ يتعلقُ بأسلوبِ تفكيرك لا بالأحداث التي تقع لك!
3- العلامة الثالثة: عدمُ الاتزان في الحياة، حيث الانشغال الدائم والانغماس التامّ في اهتمام (ما)،. والتوازن يعني إعطاءَ جوانب الحياة حقَّها من الرعاية والتنمية والاهتمام من غير إفراط في جانبٍ على حسابِ جانبٍ آخر، ولا أنسى ذلك الزميلَ المتفوق عمليًّا حيث ترقَّى بسرعةٍ مذهِلة في عمله وكان كلُّ مَن يراه يصفُه بالناجح، إلَّا أنَّ جوانب من حياته لم تتجلَّ لهم؛ فقد كان فاشلًا أسريًّا وذا صحةٍ معتلَّة!.... إذَنْ توازَن في حياتك ولا تنجرِف تجاهَ أمر (ما)، وازِنْ بين جوانبِك الأربعة: الروحية والفكرية والصحية والمهنية؛ فهذا مِن أهمِّ مؤشِّراتِ النجاح.
4- العلامة الرابعة: انهزامُ النفس قبل البدء، وهو ما يُسمّى بفِكر (المحدودية الذاتية) وهي أفكارٌ مسيطِرة تقول لصاحبها إنك لستَ كفؤًا بما فيه الكفاية! وتلك المسلَّمَةُ الأساسية تؤدي لفكرة خطيرة مفادُها أنَّ الناس أفضل مني؛ كونَهم يتفوقون عليَّ في الأداء!... إذَنْ تحدَّث إيجابيًّا عن نفسِك، وتأكد أنك تملك من القدرة ما يمكِّنُك من فِعل الأعاجيب.
5- العلامة الخامسة: عدم التركيز والانغماس في أكثر مِن مهمة، فمِن الأجْدى أنْ يركز الشخص ويتقِن مهاراتٍ محدَّدة ويترك الأخرى لمن يجيدُها؛ لتوفير الوقت، لمزيد من الإتقان، ولمزيد من القوة في الأداء. إذَن... ركّز إنْ أردتَ نجاحًا؛ فما جعل الله لرجلٍ مِن قلبيْن في جوْفه، وتذكَّر أنَّ التركيز أساسُ النجاح، وأنَّ التشتت يُضعِفُ العملَ ويهدِر الجهودَ.
6- العلامة السادسة: غيابُ الأهداف عن الحياة وعدم وجود خُطَّة، إذا كان هناك هدفٌ بدون خُطة فهذا معناه الجهلُ بما قطَع مِن مسافة، وعدم استشعار لذَّةِ الإنجاز، بالخطة المكتوبة يمكنك حسابُ ما فعلته، وأين تقفُ الآنَ وما ينبغي أنْ تفعله لاحقًا!... إذَن.... الآنَ امضِ إلى العمل بأهدافٍ واضحة وخُطَّة جلية مكتوبة وخطوات ممكِنة معروفة.
7- العلامة السابعة: الوقوعُ في فخِّ الكمالية؛ إذْ لا وجودَ للحلِّ أو الشخص أو الفرصة الكاملة أو الظروف الكاملة!
وما تنفع الآدابُ والعلمُ والحِجا
وصاحبُها عند الكَمالِ يموتُ
إذَنْ فلا ترهقْ نفسَك وتحمِّلْها من أمرها عُسْرًا بكمال لن تصلَ إليه ومثالية لن تتمكنَ منها؛ فمَهما فعلتَ ستكون هناك نواقصُ ومشاكل جزمًا، اقبَل هذا الأمرَ واستعدّ له وتعامَل معه برحابةِ صدْرٍ وإيجابيَّة.
8- العلامة الثامنة: الانزعاجُ مِن كلام الناس والقلق مِن همزِهم وافترائهم والتلهُّف على إرضائهم؛ فكم شخصٍ عضَّ أصابع الندم عندما أرخى سمعَه لحديثِ الناس، ثم أثَّرَت في قراراته ومستقبله فتنغَّصَت حياتُه وذهبَت راحة نفسِه وسكونها، وبعد حين انكشفَت له حقيقةُ هؤلاء الناس، وأنَّ الرأي الأكثر الأهمية هو رأيُك أنت في نفسِك... إذَنْ قِف سامِقًا وثِق بنفسك، اجتهِد واسعَ لأنْ تُرضي اللهَ، وأبشِر بالخير، وإيَّاك أنْ تتركَ زمام حياتك لغيرك، فأنت قبطانُ سفينتِك، وأنت صاحبُ السيادة عليها!
9. العلامة التاسعة: الجمودُ والبلادة والرضا بالدون والقناعة بالمستوياتِ الدنيا، وأحسبُ أنَّ ألدَّ أعداء النجاح هو التصلُّبُ واللا مرونة، فالبعضُ لديه ولعٌ شديد بالمضي حتى لا يكادُ يغادره حبًّا وحنينًا، وهناك أناس عاشوا حياتهم كلها متقبِّلين أمورَهم كما هي، دون تغيير أو تحسين أو تطوير.. إذَن الآنَ فقُم وانهَض وتحرَّك، وتجدِّد لكي لا تتبدّد، وتقدم حتى لا تتقادَم؛ فالماءُ يأسنُ إنْ لم يتحرك وكذلك البشر يموتون واقفين إنْ يتقدموا ويتطوروا.