(مشكلتي تكمن في أنّ زوجتي تستخدم معي أسلوباً رهيباً مؤذياً، فبمجرد رفض أي طلب لها تمارس عليّ ضغطاً بشعاً بحرماني من حقي الشرعي وإهمالي، والله إني بعد مواقف كثيرة بدرت منها صرت أضمر لها حقداً وأنوي بها شراً وأتحين فرصة الزواج عليها وأرد لها الألم والتعب، فقد آذتني بما يكفي، ويشهد الله لولا بقايا إيمان وشيء من خلق لفعلت الأعاجيب ...).
جزء من رسالة ملتهبة، مخيفة معانيها، هادرة مفرداتها، تلقيتها من زوج ثائر, انقلها بعد كثير من التصرف مع تحفظي على الكثير مما جاء فيها ومعارضتي اللهجة العدائية عمومًا.. وتلك رسالة من ضمن عشرات الرسائل التي تلقيتها من بعض الأزواج، وهي تؤكد وجود مشكلة (قصور) في فهم بعض الزوجات على إدراك الحاجات العميقة عند الأزواج؛ مما أدى إلى غياب أبسط مفردات الرحمة والمودة بينهما، فيبدأ النزاع والشقاق بالتسلل إلى العلاقة الزوجية. وفي هذا يؤكد علماء النفس أنّ أهم دافعين وألحّ مطلبين عند الرجل هما : الإحساس بالتقدير والجنس، ويعتبر تراخي الزوجة في إشباع الجانب الجسدي للزوج أقسى وأشد حالات الإهمال وتهديداً خطيراً لعش الزوجية ومعه تهدم البيوت ويقتل الحب، وجميل أن تدرك المرأة حجم المغريات وكثرة الفتن وتعاظمها في هذا الزمان فتحافظ على زوجها وبيتها، وأن تتفهم نفسية الرجل فالأمر بالنسبة له مختلف تماماً عنها، فالحاجة الجسدية عنده أكثر إلحاحاً وأعظم أثراً وأصعب مقاومة، وفي حال عدم إشباعها يتأذى الجسم ويفسد المزاج، ولربما اختل التفكير . والمتأمل لحديث الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وكيف أنّ الزوجة يجب أن تستجيب لزوجها ولو كانت على التنور، أقرأ فيها إشارة وتلميحًا إلى أنّ احتراق الخبز أهون من احتراق الأسرة والمجتمع.
وللأسف فإنّ بعض الزوجات بتلك التصرفات هن من يدفعن أزواجهن للزواج .. رجال كثير تزوجوا ولم يترددوا بعدما بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين.. ! وأقول بكل أسف لكل الزوجات: أنتِ من زوَّجتِهِ.. فتحملي وزر عملك!
فَلِمَ يُكتب على هذا المسكين أن يمضي باقي عمره تعيساً محروماً ؟ والعجيب أنه عندما يتزوج عليها تعود إلى رشدها وتثوب إلى عقلها، وتندم ولكن ولات حين مندم.
أتبكي على ليلى وأنت قتلتها
هنيئاً مريئاً أيها العاشق الصب
من خلال التدقيق في عدد كثير من المشكلات وجدت أن السبب الحقيقي المفجر والجذر المتأصل لتلك المشكلات، هو عدم الإشباع الجسدي له من قِبل الزوجة، ولربما ظهر هذا على صورة عصبية أو عناد أو ابتعاد، فكرامة كثير من الرجال تأبى عليه إعلان الحقيقية فيختلق أسباباً ينفس معها عن متاعبه الحقيقية!
وإن مصيبة المصائب وأم الفواجع أنّ الإهمال الجسدي لربما دفع الزوج (ضعيف الدين) إلى أمر خطير وهاوية قاتلة ليشتري ما فقده عند زوجته بماله عند الساقطات يسمعنه ما شاء من الكلمات الجميلة .. ولن يعدم الرجل هؤلاء النسوة إن لم يردعه دين أو بقية عقل - ولستُ في معرض تبرير أبدًا - وأظن أنّ الزوجة بتصرفها شريك رئيس في الجريمة.
أختي الكريمة.. إنّ إدراك الأولويات في العلاقة الزوجية ووضوحها ضمانة لحياة جميلة سعيدة وسد لأي منفذ للمشكلات والشرور.