سمر المقرن
فتح الإعلامي علي العلياني في برنامجه (معالي المواطن) أبواباً لم تُفتح من قبل، فكانت قضية الأربعاء الفائت عن توظيف معلمات وهميات منذ سنوات طويلة في وزارة التعليم، وجاءت القصة الأبرز التي ظهرت في البرنامج هي حكاية الزميلة الدكتورة ناهد باشطح، والتي اكتشفت عن طريق الصدفة أنها موظفة في وزارة التعليم منذ أكثر من عشرين عاماً ولم تحصل على راتب واحد من هذه الوظيفة. قصة ناهد وغيرها من المتضررات هي انتهاك صارخ لأبسط معاني النزاهة، والتي كان ينبغي أن ينتفض لها معالي وزير التعليم بدلاً عن أن يهبّ ملوحاً برفع قضايا على من كشف هذا السر عميق الفساد داخل الوزارة. وهو ليس الأول ولكن أتمنى أن يكون الأخير. بعد أن كثرت تلك الملفات الفاسدة، بل وهناك ما كنّا نراه بالعين المجرّدة دون بحث و»تنبيش»!
أتصور أن هذه الحالات من الفساد وإن تم كشفها متأخراً، خير من أن يتم التعتيم عليها، ومن خلالها سيكون هناك ملفات كثيرة تُفتح لأزمان طويلة من الفساد الذي أعيا وزارة التعليم، وأنهك التعليم معها. هذه الملفات كان من المهم فتحها في هذا التوقيت الذي لا يقبل الفساد، ورؤاه وتطلعاته وإصلاحاته لا مكان فيها لأي شكل من أشكال الفساد، هذا الشبح الجبان الذي تأصلت جذوره في كثير من المؤسسات، لكننا اليوم نعيش اقتلاع هذه الجذور المعطوبة!
حقيقة كنت مثل غيري، لم نفاجأ بفتح واحد من ملفات الفساد في وزارة التعليم، إنما المفاجأة هي ردة فعل معالي الوزير المثقف صاحب المؤلفات المستنيرة في التعليم، كنت أتوقع أن يرفع بخطاب شكر للزميل العلياني لا أن يزبد ويرعد مهدداً بمقاضاته، وما زال هناك متسع كبير من الوقت لأن تراجع وزارة التعليم نفسها، وتفتح مع الجميع هذه الملفات برحابة صدر إن كانت عازمة على معالجتها واقتلاعها. حتى تمنحنا الأمل بأن هناك نية صادقة للتغيير بما يواكب النقلة الاقتصادية والفكرية والثقافية التي نُمارسها اليوم، ولأجل المستقبل.