هذي منازل من مضى لي معه دور
مرّيتها وأبطيت أوقف احذاها
منازلٍ من شوفها القلب مخطور
يا ليت من زار اللحد ما وطاها
وقّفت فيها والقدم تقل مسمور
وعينٍ رجتهم خيّب الله رجاها
من عقب ماداجو بها اللَّي كما الحور
اليوم ما باقي بها إلاّ حصاها
قعدت هاك اليوم مانيب مجبور
ليزلَّت العبرة للأخرى وراها
وروَّحت منها العصر مانيب مسرور
وخذت لي الدنيا مقاضب عصاها
وأنا أشهد إن العبد منهي ومامور
تجيله الأسباب لو ما نصاها
ياونتي ونَّة خلوج ٍ من الخور
على ولَدْها بيّح الله عزاها
من غيبة الصفره إلى شقة النور
بأرضٍ خلا فيها السباع اتحداها
ومن الضما راحت كما راس باكور
باسباب مفرودٍ بحزنه حناها
وراحت تبي الماء للقليب أم ناعور
وداجت عليها واقرشت في جباها
أو ونّة اللّي فاخت البدو مجدور
واقفو وعينه فيّضت كل ماها
تغثّه العبرة على مِشّة الزور
ونفسه على مافات لحقت مداها
جرحٍ يطيب وجرح يحتاج دكتور
وبعض الجروح اسباب اهلها دواها
كنّي مع الأموات حيٍّ ومقبور
وأسباب ماجا العين كثرة بكاها
** **
- محمد بن ناصر بن صقر السياري (1382هـ)